مصطلح المال في القرآن الكريم ووسائل الحفاظ عليه في الشريعة الإسلامية

الملخص

إنّ للمال في التشريع الإسلامي قيمة هامة، وأهمية كبيرة، فعليه تتوقف حياة الإنسان من علم وصحة وأكل وشرب ومسكن ورفاهية وحريّة، ولا سبيل له إلى ذلك إلاّ بالمال الطيّب. وقد جاء وصف المال في القرآن الكريم بأوصاف كثيرة منها: أنه زينة الحياة الدنيا، وأنّه محبّب إلى النّفس البشرية، وأنّه أهم مقوّمات الحياة على هذه الأرض، إلاّ أنّ انتشار آفة عدم الحفاظ على المال، وضياعه بلا فائدة، والإسراف في استعماله، مع كونه مقصد من مقاصد الشريعة الإسلامية، جعلنا أمامنا كباحثين ومعلّمين أكاديميين العديد من التحديّات التي تجعل من هذا الموضوع أمراً مهمّا للغاية، لذا سعت هذه الدّراسة أوّلاً إلى إحصاء كلمة "المال" في القرآن الكريم بتصريفاتها المختلفة، ثم سعت ثانياً إلى بيان وسائل حفظ المال من جانب الوجود، ومن جانب العدم، ويتألّف البحث من مقدمة، ومبحثين، وخاتمة، وتوصيات، مستعينا بالمنهج الاستقرائي والتحليلي، ومن نتائج البحث في المبحث الأوّل: ذكرت مادّة "المال" في القرآن الكريم باشتقاقاتها المختلفة ست وثمانين مرة في مجموع ثمان وثلاثين سورة، فمنها أربع عشرة سورة مدنية بنسبة 61 بالمائة، وسورتان مختلف فيها بنسبة 2 بالمائة، واثنتا وعشرون سورة مكية بنسبة 37 بالمائة، أيضاً المال يطلق على كل ما يملك من متاع أو عروض تجارة أو عقار أو نقود أو حيوان، وبمفهومه الشامل: هو كل ما يمكن ملكه والتصرّف فيه بذلاً ومنعاً مع ادّخاره إلى وقت الحاجة، والانتفاع به انتفاعاً معتاداً، ومن نتائج البحث في المبحث الثاني: أنّ من وسائل حفظ المال من جانب الوجود: تشريع كسب المال ليقوم بمصالح نفسه وعياله في الاقتيات، واتّخاذ السكن، والمسكن، واللّباس، الحث على العمل، إحياء الأرض الموات، الاعتدال في إنفاق المال والحفاظ عليه، بينما من وسائل حفظ المال من جانب العدم: منع أكل المال بالباطل، وإزالة الضّرر الواقع بالأموال، وتشريع العقوبات لحفظ المال من الاعتداء، وتحريم الرّبا.