التوجيه الدلالي للقراءات عند الخطيب الشربيني في سورة النساء من خلال تفسيره (السراج المنير): جمعًا ودراسة
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
يسعى هذا البحث لدراسة التوجيه الدلالي للقراءات القرآنية عند الخطيب الشربيني في تفسيره (السراج المنير في الإعانة على معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير)، من خلال سورة النساء، وتبرز مشكلة البحث في العمل على دراسة منهج الخطيب الشربيني في توجيه القراءات بنوع من أنواع التوجيه وهو التوجيه الدلالي؛ لما لبيان هذا النوع من التوجيه من أثر على اتساع المعنى، وحيث لم يسبق أن أُفرد هذا العمل بدراسة مستقلة قمنا بجمع هذه التوجيهات في سورة النساء، ويهدف البحث إلى بيان منهج الخطيب في توجيه القراءات بالتوجيه الدلالي في تفسيره، وقد اتبع الباحثان المنهج الاستقرائي الاستنباطي، وذلك باستقراء تفسير الخطيب الشربيني –يرحمه الله- لسورة النساء والوقوف على الآي التي وجّه فيها القراءات المختلفة توجيهًا دلاليًا، من أجل استنباط منهجه في التعامل مع القراءات، وكذلك المنهج التحليلي في تحليل المادة التي تم جمعها بعد استقرائها ودراستها، لبيان منهجه في التعامل مع القراءات وتوجيهها. وقد توصل الباحثان لعدد من النتائج من أهمها: 1.ميل المؤلف إلى الاختصار في توجيه القراءات، 2. قلة الخطأ في عزو القراءات إلى قارئيها، 3.اقتصر على القراء السبعة، فلم يذكر بقية القراء أو قراءات شاذة إلا نادرًا، 4.ينسب القراءات إلى قارئيها بأسمائهم ولا ينسبها لأماكنهم، فلا يستخدم ألفاظًا مثل قرأ أهل المدينة أو قرأ البصريون، 5.التوجيه الدلالي للقراءات يظهر براعة البيان القرآني في تدفق المعاني بأقل حركة للاحتراز من فوت المقاصد والاقتصار على مقصود واحد؛ وهذا غاية الإيجاز والإعجاز، 6.التنوع الدلالي الناشئ عن اختلاف القراءات هو نوع من الإيجاز في جمع المعاني بلغة بليغة بعيدة عن التطويل بالمفردات، 7.التوجيه الدلالي يولد في الآية دلالات ثنائية لم تكن تتحقق لولا اختلاف القراءات وتنوعها، ويضيف سمات دلالية لا تقوم بها قراءة واحدة.