التّأثير والتّأثّر بين الآداب العالميّة (كليلة ودمنة) أنموذجًـا

##plugins.themes.bootstrap3.article.main##

Hayam Al Mamaari, Dr

الملخص

مرّت الحضارة العربيّة الإسلاميّة بمراحل عدّة من التّطوّر والتّلاقح الحضاريّ مع الأمم الأخرى، شأنها في ذلك شأن كثير من الحضارات الإنسانيّة على مرّ العصور.ولأنّ الحضارة الإنسانيّة مظلّة واسعة تنضوي تحتها أجناس، وثقافات، وآداب، وعلوم، ولغات متنوّعة ثرّة؛ فقد تميّز الأدب الإنسانيّ عامّة بأنّه أدب تراكميّ، وليس وليد لحظته البتّة، وبأنّه أدب تفاعليّ، استطاع استيعاب القاصي والدّاني، والعامّ والخاصّ، والشّعبيّ والنّخبويّ، والواقعيّ والمتخيّل، والعجائبيّ والغرائبيّ...وتأتي الدّراسات اللّغويّة والأدبيّة شاهدًا على هذا التّكامل الفكريّ والحضاريّ الّذي بات يُخشى فيه، بين الحين والآخر، من تبعات العولمة الحديثة عليها، والإلحاح المتزايد على أهميّة أن تُثبِتَ هذه الدّراسات جدارتها في الصّمود، والاستمراريّة، والإفادة من المعطيات المعاصرة؛ لتكون أداة بناء، لا معول هدم لها. وكمثل على ذلك الأدب الإنسانيّ العالميّ نأخذ (كليلة ودمنة) أنموذجًا على هذا التّأثّر وذلك التّأثير بين حضارات الشّعوب ولغاتها وآدابها التي تخطّت حدود الزّمان والمكان، وكسرت الحواجز، وتجاوزت الأركان... ومثّلت علامة مميّزة على تعدّد أوجه التّناص فيها؛ شعرًا، ونثرًا، ورسمًا، ورمزًا، وتسجيلا مصوّرًا أو"فيلما"...وباتت أسئلة البحث عن الأصل، وتتبّع النّشأة، واستكناه الهويّة، وتقصّي أقوال المؤيّدين والمعارضين والمحايدين، والتّنقيب عن آثار الجذور وبقايا البذور، علامة كبرى على أنّ الأدب العظيم يتوغّل دومًا في أعماق التّراث الإنسانيّ العالميّ، ويعلو باسقًا –في الوقت عينه- ليسمح لأجيال أخرى منه باستشراف آفاق معرفيّة رحبة، تواكب عصرها، وتروي عطش إنسانها لكلّ نبع متجدّد وإبداع جديد...

##plugins.themes.bootstrap3.article.details##

القسم
الدراسات الأدبية