مبادئ النظام القضائي في الإسلام وأثرها في بعض أنظمة القضاء المعاصرة
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
شرع الله تعالى دينه الحنيف وجعله نظاما لصلاح الدنيا والدين، ولن يتأتى صلاح الدنيا والدين إلا بالقضاء الذي يعطي كل ذي حق حقه، وقد سبق النظام القضائي في الإسلام الأنظمة القضائية المعاصرة بمبادئه السامية؛ مما جعل منه مؤثرا بشكل مباشر أو غير مباشر في مبادئ العدالة والمساواة التي تصبو إليها نظم القضاء المعاصرة؛ لذا تمثلت إشكالية هذا البحث في عرض أهم تلك المبادئ العامة للقضاء الإسلامي، وبيان طرف من تأثيرها في بعض القوانين والأنظمة القضائية المعاصرة، وقد تمثلت أهداف هذا البحث في: بيان المقصود بالقضاء لغة وشرعا، وعرض أهم مبادئ القضاء الإسلامي، والتمثيل لأثر مبادئ القضاء الإسلامي السامية في بعض أنظمة القضاء المعاصرة، ووصل إلى نتائج يعد من أهمها: أن الفقهاء يشتركون -في تعريفهم للقضاء- أن القضاء هو على الإلزام، لا مجرد ذكر جهة وموضع الحق؛ لذلك ينتزع الظلم من الظالم ليرده لأهله ويعطيهم حقهم، وأن مبدأ استقلال القضاء ومبدأ المساواة في القضاء من أهم المبادئ التي رسختها الشريعة الإسلامية في القضاء، وأن استقلالية القضاء؛ تتأسس على مرتكزات ذات طابع شخصي ترتبط باستقلالية القاضي نفسه وحياده وحصانته المادية والمعنوية؛ وأخرى ذات طابع موضوعي ترتبط بتقوية القضاء بالشكل الذي يجعل منه سلطة حقيقية على قدم المساواة مع السلطات الأخرى وعدم التدخل في مهامها واختصاصاتها من لدن السلطات الأخرى، كما أنه قد سبق القضاء الإسلامي غيره من أنظمة القضاء المعاصرة -والقديمة كذلك- في تأسيس تلك المبادئ السامية العادلة للقضاء؛ بما يضمن حقوق الناس كافة.