التِّيهُ الإنسانيُّ منَ الهُبوطِ إلى الغُروبِ في ضوءِ القرآنِ الكريمِ وعلمِ الاِجتماعِ: دراسةٌ تَحليليةٌ تَطبيقيةٌ
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
عَمِلَت الدِّراسةُ على حلِّ إشكَاليةِ القُصورِ في البَحثِ عن أسبابِ التِّيهِ الإنساني وعِلَلِه ودوافِعهِ و دَواعيهِ و نَتائجهِ و أئمَّتهِ و مُنظِّريهِ قديمًا وحديثًا ، المشكلةُ التي خَلقت فجوةً علميةً متمثِّلةً في غيابِ الطريقةِ المثلى للخروجِ منهُ على النَّحو الِّذي سطرهُ القرآنُ الكريمُ و السُّنَّةُ النَّبويَّةُ شِرعةً ومنهاجًا عقيدةً وسلوكًا . لذا فقَد اهتمَّ البحثُ بمعالجةِ أخطرِ و أهمِّ انحرافٍ تَفسيخيٍّ عن منهجِ الاِستخلافِ ( عهدُ اللهِ و العهدُ مع اللهِ ) ؛ أيديولوجيا التِّيهِ وفكرهِ وثَقافتهِ وعقائدهِ ونظريَّاتهِ وقوانينهِ النَّاظمةِ لمجتمعاتهِ وأئمَّتهِ ومنظِّريه ، موظِّفًا المنهجَ الاِستقرائيَّ لاِستقراءِ قَصَصِ وحركةِ التَّاريخِ ، ثمَّ الاِستنباطيّ التَّحليلي لاستنباطِ مُرتكزاتِ الحلولِ وفقًا للمستجدَّاتِ والمتغيِّراتِ ، وتحليلِ المنهجِ من حيثُ القَصَصُ التَّاريخيُّ والفكرُ الإنسانيُّ. ومن أبرزِ نتائجِ البحثِ : 1_ إنَّ الأهمَّ في دراسةِ حركةِ التَّاريخِ الإنسانيِّ ، هو معرفةُ حَجمِ و نوعيةِ التَّغييِر اَّلذي أحدثهُ الإسلامُ الكونيُّ في واقعِ الأمم و الشُّعوب و الحضاراتِ ، و الأسبابِ المتَّبعةِ للوُصولِ إلى ذلك التَّغيير النَّوعي الرَّشيد ، و دراسةُ كيف تكوَّنت النُّخبُ الِّتي قادت المجتمعاتِ الإنسانيةِ عدالةً و رُشدًا ، و تأثيرها في حركة النُّهوضِ الحضاري الإنساني . 2_ إنَّ الخللَ يكمنُ في رضا الإنسانِ عن عقلهِ و تفكيرهِ و معتقداتهِ،معتقدًا أنَّه يمكنُ التَّشريعُ لنفسِه (الاِستقلاليةِ الأخلاقيةِ للإنسانِ بدونِ التَّنزيلِ الإلهيِّ السَّبيلُ الِّذي يقودُه للتيهِ ، فلا يُحدثُ الضَّررَ في الكونِ سوىَ الفكرُ المتشبِّع بالفسادِ الغرائزي الَّذي يفرِّخُ العدوانيةَ ويتبنَّاها و يمأسِسُها، لفقدانِ الكرامةِ الإنسانيةِ و الجهلِ بالذَّاتِ. 3_ إنَّه إذَا لم يعدْ ليحكمَ العالمَ القرآنُ الكريمُ المصدِّقَ و المهيمنَ روحًا ونصًّا ، عقيدةً و منهجًا و سلوكًا كأوَّلِ نُزولهِ ، في وِحدتهِ البيانيةِ و مَظنَّتهِ و مِئنَّتهِ ، وفهمُهُ معرفيًّا ، وتحليلُ آياتهِ و تفسيرُها تصوُّرًا و سُلوكًا ، فلا يمكنُ فهمُ مناهجِ العلومِ المعاصرةِ و توظيفُها في إطارهِ الكَوني ، لمنع إفراطاتِ واختلاَلاَتِ العَالمِ ،مثلُ أسلحةِ الدَّمارِ الشَّاملِ و الهندَسةِ الوراثيةِ غيرِ المنضَبطةِ وترشيدُ الصِّراعِ العَالميِّ لبلوغِ الاِستحقاقِ. 4_ إنَّه لابدَّ للارتقاءِ البَشري من عمليَّةِ التَّزكيةِ الَّتي تحقِّقُ عُنصري الكرامةِ و الحرَّية لدَى المجتمعاتِ ذاتِ المقوِّماتِ الإنسانيةِ ، بتفعيلِ مقاصدِ الرِّسالاتِ السَّماويةِ وهي :{حفظُ الدِّين و النَّفسِ و العقلِ و العِرضِ و المالِ }، بهاذا يَنتظمُ الصِّراعُ الإنسانيُّ و يرشدُ ، كونُها متطلَّباتُ الاستحقاقِ و مرتكزاتُ الاِستخلافِ.