صور من تسامح الشريعة الإسلامية في التعامل مع أهل الكتاب
Main Article Content
Abstract
إن السماحة من الصفات المحمودة التي أكدت الشريعة الإسلامية على أهميتها ومكانتها بين المسلمين أنفسهم وبين المسلمين وغيرهم لا سيما أهل الكتاب. وعند تتبع الأسس التي بنت الشريعة الإسلامية عليها العلاقة بين المسلمين وغيرهم تجدها أسسا إنسانية وعادلة كما قال تعالى: "لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8) إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ([1])". فالإشكالية تظهر في النظر إلى الواقع المعاصر حيث نُبذت تلك الأسس وراء الظهور واتُخذت العداوة والبغضاء أسسا للعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين. فالهدف من هذا البحث هو الوقوف على مفهوم التسامح في الإسلام وإظهار موقع أهل الكتاب من منظور الشريعة الإسلامية مع ذكر بعض النماذج والتطبيقات للتسامح في الشريعة الإسلامية. والمنهج المتبع هو المنهج التحليلي ثم التطبيقي. ومن أهم النتائج التي توصل إليها البحث: إن الإسلام دين بنى الله أُسسه على الرحمة والسماحة وحسن المعاملة مع الغير. وإن الإسلام لم ينتشر في أنحاء العالم بالسيف أو القوة بل بحسن معاملة المسلمين وتطبيقهم لسماحة الإسلام في برهم وبحرهم.