التجربة الشعرية عند علي أحمد باكثير دراسة تحليلية وصفية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
لقد خاض الأديب علي أحمد باكثير غمار تجربة شعرية فصيحة في زمن قل من يبدع فيه من شعراء اليمن بسبب الظروف المعيشية والسياسية والأمنية والتعليمية المتردية للغاية في أوئل القرن العشرين التي عاشتها المنطقة اليمنية، لذا فإن الباحث أختار هذه الشخصية لينسج عليها خيوط بحثه الذي تناول التشكيل الشعري عند باكثير والتعرف على تجلياته وأبعاده في شعره، ومدى تأثره بالشعراء العرب وكذلك الغرب من خلال هجرته إلى مصر ومواصلة تعليمه فيها، واختلاف الأدباء والنقاد حول تحديد الرائد الأول للشعر الحر في الأدب العربي وكيف استطاع باكثير أن ينافس كبار الشعراء على هذه الريادة، ويهدف هذا البحث إلى السعي لتعريف القارئ بالشاعر علي أحمد باكثير، ومعرفة الأسباب التي ساعدته لأن يكون أحد رواد التجديد في الشعر العربي الحديث في اليمن خاصة والوطن العربي عامة، وكذلك معرفة تأثير البيئات العربية التي هاجر إليها باكثير على شعره، وتسليط الضوء على توظيف باكثير للكثير من القضايا العربية في شعره وتعاطفه معها، وقد استخدم الباحث المنهج التحليلي والوصفي من خلال تحليل ووصف أشعار باكثير، كما استعان الباحث أيضاً بالمنهج التاريخي في دراسة الأحداث التاريخية التي حدثت في زمن الشاعر وبمناسبتها نظم الشاعر العديد من القصائد، ومن النتائج التي خلص الباحث إليها في ختام بحثه إنّ للغربة التي خاض غمارها باكثير متنقلاً من بلد إلى آخر تأثيراً بارزاً على شعره، حيث أخرج لنا شعراً قوياً في مبناه وصادقاً في معناه، وإنّ ابتكار باكثير للشعر الحر أو المرسل يعد إنجازاً عظيماً يحسب لباكثر وقد خلده التاريخ على مر العصور، وأسهم هذا الشيء في نقل أدب العرب إلى العالم أجمع، كما كان لباكثير دور كبير في تطوير المسرح العربي وتجديده بأسلوب رائع من خلال مواضيعه الشيقة والجوهرية المفيدة والمحببة لدى المتلقِّي، كما كان معجم باكثير الشعري في قصائده يمتاز بالسهولة والوضوح والتدفق وقرب المعاني من فهم القارئ أو السامع، وقد اختار باكثير في شعره القوافي التي تتناسب مع طبيعة الجو النفسي الذي يعيشه وترك القوافي التي تؤثر على موسيقى الشعر وتُنَفِّر المستمع أو القارئ لها .