مظاهر الوسطية والاعتدال وسبل تحقيقهما
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
لقد مَنَّ الله على أمة الإسلام فجعلها خيرَ الأُمم، وآتاها من المناهج والشرائع خيرها وأبقاها، فكانت هي الأمة الوسط من بين الأُمم. قال سبحانه: ﴿وكذلك جعلناكم أُمةً وسطاً لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول شهيداً عليكم﴾ [البقرة:143]. وجاءَت النصوص الكثيرة في كتاب الله وسنة رسوله e تأمرنا بالاستقامة على هذا المنهج الوسط، والذي لا انحراف فيه ولا شطط، وتنهانا عن الغلو فيه، أو الجنوح عنه لسواه. وفي عصرنا الحاضر فشَتْ ظاهرةُ الغلو في الدين، والفهمُ السقيم لنصوصه وتعاليمه، وتطاير شررُ ذلك هنا وهناك، واستفحل خطره وضرره على المجتمعات، بل على الأمة الإسلامية كلها؛ فكان لزاماً على رجالاتِ الأمة وعلمائها ومفكريها، أن يبينوا للأمة - وللناس جميعاً - سماحة هذا الدين، ووسطيته واعتداله، كما ينبغي عليهم دراسة ظاهرة الغلو والتشدد، ومعرفة أسبابها ودوافعها؛ ثم المشاركة في علاجها وقلع جذورها، أو الحدِّ منها والتخفيف من آثارها - على أقل تقدير-. وهذا يظهر بجلاءٍ أهمية هذا البحث، فالبحث يعدُّ مُساهمة في إبراز وسطية الشريعة الإسلامية واعتدالها، والحث على الوسطية والاعتدال، كما أنه يهدف لعلاج ظاهرتي الغلو والتفريط؛ ومن ثم تحقيق الوسطية التي رغب الشرع فيها وحث عليها.