قراءة في نظرية الصراطات المستقيمة عند الدكتور عبدالكريم سروش
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
ملخص
تبلور مشروع الدكتور عبد الكريم سروش في الفضاء الإيراني الشيعي الذي بدأت ملامحه تظهر بعد الثورة الإيرانية، فكانت كتابات سروش تنتقل بشكل واضح من التراث إلى سؤال الحداثة والتجديد عبر نقاشات وحوارات في ثوابت المعرفة الدينية يريد منها إصلاح الفكر الديني. ومن هذا المنطلق، قام سروش بقراءة جديدة للعقل الإسلامي من خلال زعمه لنقد بنيته الداخلية وتفكيك مجالاته وحدوده، ومناقشة بديهياته التي تشكل أسس الإيمان عند المسلم.
ولم يقتصر سروش على ذلك بل قام بتأسيس بشرية المعرفة الدينية وربطها بما يسميه السياق التاريخي للإنسان والأفق الذي تصدر منه المعارف؛ فالمعرفة الدينية عند الدكتور سروش تمثل نتاج قراءات واستنتاجات البشر الذين لا يتسمون بالعصمة وهي خلاف الدين مما يعني امتناع احتكار فهم الدين على فئة معينة وإتاحة المجال للآخرين مقترحًا منهجا لتجديد المعرفة الدينية. وقام سروش أيضًا بتقسيم المعارف الدينية وأصولها إلى ضرورية وثانوية، وذهب إلى أن الأخيرة لا تمثل صلب الدين وليست من ضروريات الإيمان؛ لأنها تمثل في نظره قشور الدين التي تتغير باستمرار وقد بسط ذلك في نظريته الذاتي والعرضي في الدين ليجعل الأمور التي يجب الاعتقاد بها لا يتجاوز عددها أنامل اليد، ولذلك أكد أن نطاق الدين محدود وأنه لا يعد المسلمين بالكثير.
كما أنه وضع نظرية أراد من خلالها أن يحل معضلة الفرقة الناجية فخرج بفكرة الصراطات المستقيمة التي تؤكد فكرة تعدد الحقائق وصوابية جميع المجتهدين والفرق والأديان كحل لإرساء التعايش والسلمية على وجه الأرض.
وبالموازاة مع العرض قام الباحث ببيان الأخطاء التي وقع فيها الدكتور سروش وجانب فيها الصواب وأثر تداعيتها على صعيد الفكر الإسلامي.