وفاء القرض وتغير القيمة دراسة تأصيلية نقدية

الملخص

مما لا شك فيه أن القرض له منزلة عظيمة. ومكانة رفيعة وجليلة في الإسلام لاحتياج الناس إليه. وكان دوره منحصرا في المطالب والحاجات الأساسية للحياة، وقد تطورت وتنامت حاجة الناس، وتعدى أثرها، حتى صار القرض يلعب دورا بارزا وحيويا في الحياة الاقتصادية بما يقوم به من تحويل مشروعات اقتصادية واجتماعية. والوفاء بالقرض وبغيره من العقود من الإيمان ولوازمه؛ لذلك عظم سبحانه شأنه ، وأمر المؤمنين به, وحثهم على التحلي والتمسك به. ومشكلة البحث :تتمثل في أن القرض بعد أن ثبت في ذمة المقترض- إذا تغيرت قيمته رخصا أو غلاء، وحل أجل وفائه، فهل يفي به المقترض باعتبار تغير قيمته أو لا اعتبار له، بل يفي بمثله دون النظر إلى تغير قيمته؟ و أسئلة البحث هي : ما حقيقة وفاء القرض؟. و ما موقف القرآن والسنة وموقف الفقهاء من المذاهب الاجتهادية المختلفة من وفاء القرض وتغير القيمة؟ و هل يكون وفاء القرض بمثله أو بقيمته؟ و أما أهداف البحث فهي: الوقوف على حقيقة وفاء القرض، وتغير القيمة، وما يتعلق بها من مسائل. و بيان موقف القرآن والسنة، وموقف الفقهاء من وفاء القرض في حال تغير القيمة. و تحقيق وفاء القرض بمثله أو بقيمته في الأوراق النقدية. ومنهج البحث:اتبع الباحث المنهج الاستقرائي الاستنباطي مع التحليل و المناقشة، بحيث استقرأ موقف القرآن والسنة من وفاء القرض في حال تغير القيمة ، واستقرأ آراء الفقهاء في وفاء القرض في حال تغير القيمة ، وأدلتهم، مع وتحليلها ومناقشتها، واستنباط القول الراجح منها، و تحقيق وفاء القرض بمثله أو بقيمته في الأوراق النقدية. وأما نتائج البحث فأهمها هي: الوفاء هو: إتمام الإنسان ما التزم به من حقوق و واجبات. والقرض هو:" عقد يفيد تملك مال يثبت العوض عنه في الذمة لآخر على أن يرد بدله، أو عينه إذا كان على صفته"، و موقف القرآن والسنة: وفاء القرض بمثله دون الزيادة والنقص، و وموقف الفقهاء من وفاء القرض في حال تغير قيمة الدنانير والدراهم هو: وفاء القرض ورده بمثله وجوبا قدرا وصفة ،سواء رخصت أم غلت،و بالنسبة للفلوس فقد ترجح لدى الباحث ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أن وفاء الفلوس وردها في القرض يكون بالمثل عددا دون النظر إلى قيمتها.