مقوّمات خطاب التغيير الإسلامي عند سيد قطب من خلال تفسيره في ظلال القرآن
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
إنّ خطاب التغيير في الإسلام له مقوّماته ودعائمه ومرتكزاته، وهو خطاب يتّجه إلى الأمّة برمّتها لتغيّر ما بنفسها أوّلاً ثم لتغيّر ما بغيرها، وباستدعاء واقعنا المرّ لاحظنا أنّ الذين يتصدّرون للخطاب الإسلامي قد أسهموا عن قصد أو عن غير قصد في تغييب عالمية الإسلام، وتمييع ثوابته، وعدم الوعي بأحوال الواقع، والجهل بحقيقة الأعداء، والتصوّر السلبي للحياة، وغير ذلك مما أسهم في إيجاد أزمات وخلق عقبات في طريق التصحيح والبناء، لذا تكمن إشكالية البحث في افتقار من يتصدّرون للخطابة الإسلامية إلى مقوّمات ودعائم شرعية تسهم في ترشيد خطاب التغيير الإسلامي وإزالة اعوجاجه. لذا سعت الدّراسة إلى بيان المراد بمقومات خطاب التغيير الإسلامي، كما سعت أيضاً إلى بيان أهم مقوّمات خطاب التغيير الإسلامي من منظور تفسير الظّلال للأستاذ سيد قطب، وقد كان المنهج التاريخي، والاستقرائي، والاستنباطي التحليلي أداتنا في هذا البحث، وقد توصّل البحث إلى أنّ مقوّمات خطاب التغيير الإسلامي عند سيد قطب من خلال تفسير الظّلال تقوم على أساس العقيدة في الله التي منها ينبثق منهج الحياة الذي يشتمل الأخلاق والقيم، كما يشتمل الأوضاع والشّرائع سواء بسواء، كما تجسدت مقوّمات خطاب التغيير الإسلامي في تفسير الظلال من خلال المبادئ الآتية: العقيدة ينبوع كل التصوّرات، ثبات الشريعة الإسلامية واستمرارها، الإسلام منهج حياة شامل ومتكامل، الوسطية والتوازن، التصوّر الإيجابي للحياة، الواقعيّة الحركيّة، عالميّة الإسلام، ربّانيّة الأخلاق، القضاء الحاسم في مسائل الاعتقاد، التدرّج في معالجة الانحرافات السّلوكيّة، وتربية وعي المسلم بحقيقة الأعداء.