الامام سحنون وجهوده في الفقه المالكي
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
يعتبر المذهب المالكي من المذاهب الإسلامية السنيّة، والذي يتبنى الآراء الفقهية للإمام مالك بن أنس رحمه الله، حيث تبلور مذهباً واضحاً ومستقلاً في القرن الثاني الهجري، فقد انتشر المذهب المالكي في الحجاز انتشاراً واسعاً، ثم توسع في عموم بلاد المغرب العربي والإمارات والبحرين، وقطر، والكويت، والسودان وصعيد مصر، والمنطقة الشرقية من السعودية ووسط وغرب أفريقيا ، وذلك لأسباب عديدة من أبرزها :
1 - الرحلات العلمية إلى بلاد الحجاز، حيث لعبت دورا بارزا في نشر المذهب المالكي، وخاصة في بلاد المغرب العربي والأندلس وغيرها من البلاد الإسلامية.
2 - قيام دولة الأغالبة والتي جعلت لإفريقية وأهلها شخصية مميزة وفريدة، فمن أهم الانجازات التي اهتمت بها هو تجديد مسجد القيروان في بلاد تونس، المعروف بمسجد عقبة بن نافع، فكان أول المراكز العلمية في المغرب العربي، وقد أتاح أمراء الأغالبة المجال أمام الفقهاء في ذيوع المذهب وانتشاره وذلك عن طريق تعيين أبرز فقهائه في المناصب الدينية والإدارية المختلفة.
3 - اهتمام فقهاء المالكية في بلاد شمال افريقيا وفي مدينة القيروان خاصة باتباع مذهب الإمام مالك، واجتهادهم في تأليف المصنفات حول المذهب.
ومن أبرز الفقهاء الذين أسسوا للمذهب المالكي الإمام عبد السلام بن سعيد المعروف بسحنون الذي نشأ نشأة علمية في بيت علم وفقه، ثم رحل الى المشرق ليأخذ فقه الإمام مالك بن أنس ولكن لم يسعفه الحظ حيث توفي الامام مالك قبل دخول سحنون إلى المدينة المنورة، ولكنه لم يحرم الخير حيث لقي كبار تلاميذ الإمام مالك وحظي بالسماع منهم، ثم رجع الى مصر وتلقى العلم عن عبد الرحمن بن قاسم من كبار تلامذة الإمام مالك ودرس عليه دراسة مستفيضة وكتب كل ما سمع منه ودوّنه في كتاب سماه المدونة الكبرى.
وقد قمت بتقسيم بحثي إلى مبحثين، فتكلمت في المبحث الأول عن التعريف بالإمام سحنون ونشأته العلمية ورحلته إلى المشرق ثم عودته الى بلده إلى أن أصبح قاضيا للقيروان، أما المبحث الثاني فهو جهود الإمام سحنون العلمية وأثر ذلك في المذهب المالكي، حيث تناول المدونة الكبرى التي ألفها ودوّنها الإمام سحنون، وآثارها في بلاد المغرب والعالم الإسلامي.
والله ولي التوفيق