الاختيارات الفقهية لابن الملقن من خلال كتابه الأشباه والنظائر:دراسة فقهية مقارنة [The Jurisprudential Preferences of Ibn al-Mulaqqin in His Book Al-Ashbāh wa al-Naẓāʾir: A Comparative Fiqh Study]

الملخص

يُعَدّ ابن الملقن من مجتهدي المذهب الشافعي، ويتجلّى ذلك في كتابه الأشباه والنظائر الذي يُعَدّ من أبرز مصنفاته الفقهية. ونظرًا لندرة الدراسات المتخصصة التي تناولت اختياراته الفقهية ومبانيها الاستدلالية، جاءت هذه الدراسة لتسليط الضوء على جانبٍ من تلك الاختيارات في أبواب العبادات والمعاملات والأسرة، من خلال بيان معالم منهجه الفقهي، والكشف عن المسائل التي خالف فيها مذهب الشافعية ودراستها دراسة مقارنة، وبيان أبرز اختياراته، إضافة إلى تحليل طريقته في عرض المسائل الفقهية. وقد اعتمد البحث منهجين رئيسين: المنهج التحليلي القائم على تحليل آرائه وبيان مداركه ومناقشتها في ضوء معتمد المذهب، والمنهج المقارن من خلال موازنة اختياراته الفقهية بآراء المذاهب الأخرى. وتبيّن أن ابن الملقن في ترتيبه اعتمد على كتابي ابن الوكيل وابن السبكي، وأن طريقته في الاستدلال لم تخرج غالبًا عن طريقة الشافعية، مما يجعله من طبقة مجتهدي المذهب الذين لم يتجاوزوا أصوله في الاختيارات والترجيحات. ولصغر حجم كتاب الأشباه والنظائر لم تظهر فيه القوة العلمية الكاملة لابن الملقن، مما يفتح مجالًا لدراسة موسَّعة لاختياراته في مؤلفاته الكبرى غير المدروسة، وفي مقدمتها كتابه عمدة المحتاج شرح المنهاج للنووي، الذي طُبع حديثًا ويُعَدّ مجالًا خصبًا لإبراز فقهه واختياراته.