لمحات عن قواعد تفسير القرآن بالقرآن عند الإمام جمال الدّين الصّفدي في تفسيره "كشف الأسرار وهتك الأستار": دراسة تحليلية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
تفسير كشف الأسرار وهتك الأستار للإمام جمال الدين الصفدي (ت696ه) تفسيرٌ من تفاسير القرن السابع الهجري. بحقٍ هو مدرسة مختلفة في تفاسير عصره، له طريقته التي ارتضاها لنفسه وبينها في مقدمة تفسيره حول الأخذ بالقرآن أولاً ثم النظر في اللغة بعد هذا، موظفاً ما لديه من آلة الإجتهاد ومنوعاً في الاستدلال ومقرراً لما يراه من صواب في معنى الآيات.هو تفسيرٌ متوسط يحاول صاحبه توضيح المعنى بأقصر عبارة، وفي بعض الأحيان قد يُفيض بالشرح إذا استلزم الأمر. ومع هذا قد يترك بعض المواضع بدون تفسير إعتماداً على أنه سبق الإشارة إليها أو أن القاريء سيعرفه بنفسه. وهو ٌيُعد تفسير من تفاسير القرآن بالقرآن في المقام الأول وإذا شئنا أن نسرد تاريخياً التفاسير التي تصنف بأنها تفاسير القرآن بالقرآن، فسيكون في صدارتها. وتأتي هذه الورقة لتعطي لمحات عن قواعد تفسير القرآن بالقرآن عند الإمام الصفدي، بدأ من أقواها كأصل، وهي: القرآن يكمل بعضه بعضاً وكذلك القول الذي تؤيده الآيات مقدمٌ على غيره. ثم تفريعاً لما ينبثق منها، وهي: الأصل حمل اللفظ على ظاهره مالم يرد دليل يصرفه، و مراعاة السياق في بيان المعنى ثم النظير يكشف المعنى، منبهاً أن التشابه في الألفاظ لا يقتضي التشابه في المعاني. وأخيراً ختم بأن القراءات تنزل منزلة الأقوال يوفق أو يُرجح بينها. وقد اختط الباحث في هذا السبيل منهج الإستقراء بعد الجمع لما حواه هذا التفسير المبارك، ضارباً الأمثلة لكل ما سيذكره عن الإمام الصفدي رحمه الله. ثم اتبع هذا بالنقد لكل نقطة لاحظها الباحث، موافقاً له أو مخالفاُ، معضداً ما سيذكره بأقوال أهل الشأن من المفسرين.