التصوف الفرانكفوني وعلاقته بالاستشراق: دراسة عقدية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
الفرانكوفونية ظاهرة فكرية معاصرة, ذات جدلية معقدة لارتباطها بجوانب متعددة, من أهمها: تذويب الهوية, وانتزاع المقومات والثوابت الدينية, وقد امتد نشاطها وآثار حركتها إلى بلدان العالم العربي, لا سيما المغرب العربي, الذي كانت الطرق والطوائف الصوفية أحد أهم آليات الفرانكوفونية في النفوذ إليه. فقد وجدت في طقوس الصوفية وعقائدها, وامتزاج أصولها بفلسفات الأديان الأخرى مدخلا مناسبا للتماهي مع تيارها العقلاني الحداثي, ودعما لأحد المرتكزات الهامة التي تمظهرت بالدعوة إليها والانطلاق منها, وهو "التبادل الثقافي الديني", و"التداخل الحضاري", ونحو ذلك من العبارات المنوعة التي اتُّخذتْ رداء لمضمون واحد تهدف إليه, وهو التبعية بكل صورها, بما فيها التبعية الفكرية والدينية. وتهدف هذه الدراسة إلى التعرف على هذا النوع من التصوف بنزعته الفرانكفونية, والكشف عن معالم ارتباطه بمنظومة الفرانكفونية ضمن دائرتها الاستشراقية, وتسلك في سبيل تحقيق هذا الهدف عدة مناهج, تتمثل في المنهج التاريخي, والمنهج الاستقرائي, والمنهج التحليلي، وتخلص الدراسة إلى عدة نتائج, من أبرزها: أن الطرق الصوفية تُعَدُّ من أهم الفئات التي حظيت عند الفكر الاستشراقي الفرانكفوني باهتمام خاص, وتُشَكِّل استجابتها للفكر الفرانكفوني نمطا من أشكال الاستجابة لمراحل التطور الديني المنشود في الأوساط الأوروبية بعد الحقبة التي شهد فيها الصراع بين العلم والدين, كما خلصت الدراسة إلى أن علاقة التصوف الفرانكفوني بالاستشراق هي علاقة بمنظومة متداخلة من الارتباطات والتيارات التي تلتقي في مبادئ ورؤى مشتركة تحت مظلة الاستشراق, وأن تلك العلاقة رغم بروزها بثوب جديد في العصر الحاضر إلا أن جذورها قديمة وممتدة عبر التاريخ, وأن النظم الفكرية والفلسفية والأصول الباطنية عند الصوفية كان لها أثر بالغ في امتداد جسور العلاقة بينهما.