منهج الإمام أبي السعود العمادي في القراءات في تفسير (إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) من خلال القراءات الواردة في تفسير سورة الروم: دراسة استقرائية تحليلية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
هذا البحث يتناول القراءات في تفسير الإمام أبي السعود المعروف بـ(إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم) لعنايته بالقراءات القرآنية وتوجيهها وبيان أثرها في المعنى. مشكلة البحث تتلخص في عدم وضوح معالم منهج الإمام أبي السعود في عرض وعزو وتوجيه وبيان نوع القراءات في تفسيره (إرشاد العقل السليم)؛ حيث أنه في كثير من المواضع لم يعزُ القراءات إلى أصحابها أو يذكر نوعها من حيث التواتر والشذوذ، كما أنه رجّح بعض القراءات في بعض المواضع، ولم يختر أو يرجح في بعضها، ووجّه القراءات التي أوردها في بعض المواضع مع بيان أثرها على المعنى، واكتفى بذكرها دون توجيه في مواضع أخرى. يهدف هذا البحث إلى استقراء وتحليل القراءات التي عرضها الإمام أبو السعود في تفسيره لسورة الروم، وبيان اختياراته ومنهجه في عرض وعزو وتوجيه القراءات. يتبع البحث المنهج الاستقرائي في تتبع القراءات، والمنهج الوصفي والتحليلي في بيان ما أورده الإمام من عرض وعزو وتوجيه للقراءات وتحليله ومقارنته بعزو كتب القراءات، وتوجيه كتب الاحتجاج والتفسير، والمنهج الاستنباطي في محاولة استنتاج منهج الإمام أبي السعود مع القراءات في تفسيره. ومن أهم نتائج البحث أن تفسير (إرشاد العقل السليم) عني بالقراءات المتواترة والشاذة عناية بالغة، حيث بلغ عدد القراءات الواردة في سورة الروم (57) قراءة رجح منها قراءتين فقط، واستوعب أغلب مواضع اختلاف القراءات في سورة الروم، وفي تلك المواضع التي أوردها استوعب القراءات المتواترة التي قرئ بها في كل المواضع، ولكنّه لم يستوعب جميع القراءات الشاذة التي قرئ بها في بعض المواضع، كما أن منهجه في السورة كان عدم عزو أي قراءة وعدم ذكر نوعها من حيث التواتر والشذوذ. أما فيما يخص توجيهه للقراءات فقد وجّه القراءات في واحد وعشرين موضعًا بتوجيهات مختصرة شملت التوجيهات اللغوية من نحوية وصرفية وبلاغية، والتوجيه المعنوي الدلالي، والتوجيه بالقرآن، وبالآثار، وبلغات العرب.