فلسفة التكليف في الشريعة الإسلامية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
تتناول الدراسة "التكليف" بالبحث والتحقيق باعتباره محور النظر الأصولي ومحركه، انطلاقًا من بحث أسس التّكليف في الشريعة الإسلاميّة وأبعاده وضوابطه، ثمّ الإحاطة بقواعد الأحكام الشرعيّة وما يجب أن يُراعى فيها حال تنزيلها على الواقع من حيث التّكليف بمقتضاها، وتقع إشكالية البحث على حقيقة التكليف وشروطه وأبعاده المستفادة من عمق فلسفته في التشريع الإسلامي، وقد مزجت الدراسة بين المنهجين الاستقرائي والتحليلي، مع اعتماد الاستنتاج لاستخلاص القواعد الناظمة لآحاد المسائل المستقرأة بعد تحليلها، وخلصت الدراسة إلى نتائج أهمها: أنّ التكليف يقوم على شرطين أساسيين هما الإرادة والقدرة؛ فمتى تخلفا، أو تخلف إحداهما امتنع التكليف وتعذر، وفي ضوء الإرادة والقدرة المشترطتين في التكليف تتمايز المطالب التكليفيّة إلى ما يتوجّه إليه الطلب الشرعي منها وما لا يتوجّه إليه الطلب؛ فأمّا ما لا يتوجّه إليه الطلب فهو إمّا لاستحالته أو لمشقته الفادحة الخارجة عن الطوق في أصل الجبلة، وإمّا لكونه في حكم ما ليس بواقع، أو لتحقق وقوعه لقيام داعيه، وأن التكاليف تحمل أبعادًا حضارية ومآلات مدنيّة مُحكِمة للاجتماع الإنساني ومنظمة له؛ يتجلى قدر عظيم منها في ملائمة التكليف للفطرة الإنسانيّة، وتشريع التكاليف الكفائية.