التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين في الأندلس: مظاهره وآثاره ونتائجه
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
تأتي هذه الدراسة لبحث التعايش الإسلامي المسيحي في بلاد الأندلس، قبل دخول المسلمين للأندلس كان أهلها مسيحيين كاثوليك يحكمهم القوطيون الألمان، وكانوا يتبعون مذهبًا اعتبره المسيحيون منحرفًا وهو ما أدى لصراعات عنيفة بين الحكام وأهل البلد الأصليين.بعد دخول المسلمين للأندلس تغيرت هذه الأوضاع تمامًا، فقد قبل المسيحيون الكاثوليك بالحكم الإسلامي الذي رفع عنهم التضييق والاضطهاد والظلم الذي مارسه الحكام القوطيون على أهل البلد الأصلي، وذلك بسبب نظام التسامح والتعايش الذي فرضه المسلمون وجعلوه نظام حياة لأهل البلد المتعدد الأديان، فأعطى الإسلام المسيحيين ضمانات أمان على حياتهم ومعاشهم، واحترام ديانتهم، وترك لهم حرية ممارسة شعائرهم وطقوسهم بكل حرية وأمان.استفاد المسيحيون في هذه الجزيرة الأيبيرية من الثورة الحضارية الإسلامية التي قامت وكانوا جزءًا كبيرًا جدًا منها، فتعددت وظائفهم فكان منهم الأطباء والعلماء والتجار والوزراء والجند، وخدموا في بلاط الخلفاء، كما كان للتعايش السلمي الذي فرضه المسلمون في الأندلس أثرًا عظيمًا على نقل علوم المسلمين للغة اللاتينية وتأثير حضارة المسلمين عليهم، وانتقلت من بلاد الأندلس إلى باقي لغات أوروبا، هذا الأمر الذي كان له أعظم الأثر وكبير التأثير في النهضة الأوروبية بعد ذلك.وقد رجع البحث من خلال الدراسة إلى المراجع العربية والأجنبية، كما تم استخدام المناهج المهمة كالمنهج التاريخي والتحليلي والاستنتاجي.