موقف النسوية الإسلامية من نصوص الكتاب والسنة -نصوص تعدد الزوجات نموذجًا-: دراسة نقدية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد فيتناول هذا البحث دراسة موقف تيار النسوية الإسلامية من نصوص الكتاب والسنة مع التمثيل عليه بالنصوص الدالة على مشروعية تعدد الزوجات، وتبرز أهمية البحث في أن تيار النسوية الإسلامية أعظم ضررًا من غيره من التيارات النسوية الأخرى؛ لأنه ينسب أفكاره إلى الدين ويدعو إلى تنقية الشريعة مما أدخله النظام الأبوي فيها من ظلم المرأة والبغي عليها، فتزيد بذلك نسبة قبول هذه الأفكار وانتشارها بين المسلمات مقارنة بالتيارات النسوية التي تصرّح بأن الشريعة جاءت بظلم المرأة وهضم حقوقها، وقد سلك الباحث في البحث المنهج الاستقرائي المتمثل في استقراء عدد من كتابات النسويات الإسلاميات، ثم تحليلها ونقدها، وتوصل البحث لنتائج هي: أن بداية تيار النسوية الإسلامية كانت في أواخر القرن الميلادي الماضي وكانت إيران من محطاته الأولى والمهمة، وزاد انتشاره بعد أحداث 11 سبتمبر بسبب الدعم الغربي لكل ما يساهم في تفكيك محكمات الدين الإسلامي وأصوله الراسخة - ومنها الموقف من قضايا المرأة - التي يرون فيها تهديدًا للحريات والسلام العالمي، وأن النسوية الإسلامية تختلف عن النسوية العلمانية في المرجعية والوسائل إلا أن هذا الاختلاف لم يسبب حدوث صراع أو عداوة بين التيارين، وأن النسوية الإسلامية ترى أن حقيقة معاني القرآن لا يستطيع أحد الجزم بها ولذلك وجب تأويلها بما يتوافق مع المشترك العالمي وحقوق الإنسان، وأما موقفها من السنة فهو انتقائي بحيث يأخذون منها ما وافق أصولهم ويردون منها ما عارضها، وأن النسوية الإسلامية مع إيمانها - في الجملة - بدلالة النص القرآني على مشروعية تعدد الزوجات إلا أنها تقرر أنه من الأحكام التي تباح استثناءً في حالات ضيقة وتحرم في غيرها؛ أو من الأحكام المنسوخة إما بدلالة النصوص الأخرى أو بالتطور البشري في التشريع الذي وصل إلى تحريم التعدد.