دفع الإشكال وتحرير معنى قوله تعالى:(وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ):دراسة تحليلية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
تُعنى مشكلة البحث بدفع الإشكال الوارد في قوله تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) [سورة النجم:39]، حيث إن ظاهر الآية دالٌ على أنه ليس للعبد من الثواب إلاَّ ثواب سعيه، وهذا المعنى يُعارض في ظاهره ما جاء في قوله عزَّ وجل: ( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا) [الأنعام:160]، كما أن قوله تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) يُعارض ظاهرًا ما جاء في عددٍ من الأحاديث الدالة على انتفاع الميت بسعي غيره، وهذا يُنافي قصر الثواب على سعي العبد وحده المذكور في آية سورة النجم. وتهدف الدراسة إلى: التعريف بمشكل القرآن، وذكر أبرز مؤلفاته، ثم دفع الإشكال الوارد في الآية، وذلك بتحرير محل الإشكال، وذكر المفسرين الذين أشاروا إلى هذا الإشكال، وإيراد أقوالهم في بيان معنى الآية، وختم الدراسة بذكر القول الراجح من هذه الأقوال. والمنهج المتبع في إعداد البحث هو المنهج الاستقرائي التحليلي، والمنهج المقارن. ومن أبرز نتائج البحث: 1- الصحيح من أقوال أهل العلم أن قوله تعالى: (وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى)، محكمٌ غير منسوخ؛ لأن الآية خبرية، والأخبار لا تُنسخ، وما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنهما من القول بنسخ الآية محمولٌ على مفهوم النسخ عند المتقدمين المختلف في معناه عن المعنى الاصطلاحي عند المتأخرين. 2- الأصل أن العبد لا يملك إلاَّ سعي نفسه، ولكنه ينتفع أيضًا بسعي غيره، كما دلت على ذلك أدلة الكتاب والسنة، وهذا ما ذهب إليه جماعة من أهل العلم المحققين؛ جمعًا بين الأدلة.