الحداثة وما بعد الحداثة من منظور عقدي
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
هدف البحث لتجلية مصطلح الحداثة؛ إذْ كثُر دَوَرَانُهُ فالتبسَتْ دلالتُهُ عندَ كثيرٍ من المثقفين والكتَّاب، بعيدًا عنْ إدراكِهِ وفقَ مَنْ تواضَعَ على إطلاقِهِ ومَنْ دعَوْا إليه، فجاءَ في مباحثهِ لبيانِ إشكال هذا المصطلح، وبيان غموضه عند منظِّريهِ، وبيان نظرة الحداثيين للإنسان وأصول المعرفة، وكيفية معالجة أهل الحداثة للواقعِ المعيش. هذهِ المعالجة اتخذتْ لديهم مسارَيْنِ: أحدهما كان لزمن الحداثة، والآخر لما بعدها.فأمَّا نظرة الحداثة للإنسان وأصول المعرفة فكانتْ نظرةً مجحفةً وقاصرةً؛ لأنها كانتْ تنطلقُ من بيئتها التي نشأت فيها وهو المجتمع الأوروبي (الأبيض)، الذي يرى عِلِّيَّتَه على المجتمعات الأخرى؛ بوصف المجتمع الأوروبي مجتمع الثورة الصناعية. وأمَّا نظرة ما بعدَ الحداثة للإنسان وأصول المعرفة فكانتْ مرحلة استدراكٍ لما فاتَ الحداثة في مرحلتها الأولى وقصور نظرتها واستعداء الواقع ضدَّها وكثير من المنظِّرين الذين رأوْا في الحداثة تعصُّبًا وعنصريَّةً.ومع ما قامتْ به ما بعد الحداثة من استدراكٍ في التصوٌّر والنظر فإنَّها ظلَّتْ ترزح تحتَ تأثير النظرة الأولى (ما قبل الحداثة)، فلمْ تستطعْ الخلاصَ من ربقةِ العنصرية والنظر إلى الإنسان وواقعه نظرة نفعيَّة ماديَّةً بعيدًا عنْ العيش بواقعيَّةٍ وموضوعية. لقد ناقشَ البحثُ الحداثة وما بعدها من منظور عقديٍّ؛ إذْ أتت هذه الدعوى على جوانبَ من عقيدة المسلمين فأثَّرتْ فيها وغيَّرتْ من تصوُّرات المسلمين وعلاقة الإنسان بالإنسان والكون والعلم والعقل، وارتباط الحداثة بالعلمانية والليبرالية.