البيان التصويريُّ للأمثالِ القرآنية: (دراسةٌ موضوعيةٌ للمَثَلين: الناريِّ، والمائيِّ)

الملخص

يسهم هذا البحث في بيان الرؤية القرآنية للمنافقين، من خلال البيان التصويري الذي يجلي جمال التراكيب القرآنية، ويظهر روعتها، ويصور البحث كيف عطل المنافقون وسائل الاستبصار والاهتداء والانتفاع بنور الوحي، وتعاموا عن معالم الرشد الإلهي الذي امتنَّ به الله  على عباده، ولم يكتفوا بذلك حتى أدخلوا أنفسهم في الظلمات، وجذبوا غيرهم إلى أودية الهلكات، وسعوا إلى زعزعة وحدة المجتمع وتماسكه، وصاروا في حالة لا يرجعون فيها عن صممهم وعماهم وبكمهم، بإصرارهم على الكيد والتآمر على دين الله  وشرعه، وعلى عباده المؤمنين المصلحين، ويهدف هذا البحث إلى إبراز أثر الأمثال القرآنية في تصوير أصناف المنافقين، ويبيِّنُ وجوه البيان التصويري في القرآن الكريم؛ من خلال دراسة موضوعية للمَثَلين المضروبين لصنفين منهم: الناري والمائي المضمنين في الآيات [17- 20] من سورة البقرة، مستخدمًا المنهج الوصــــــفي التحليلي لصفات صنفي المنافقين في الآيات موضع الدراسة، وبيان أحوالهم، ومواقفهم من نور الوحي على شكل مشاهد تصويرية متتابعة، موضحًا ما اكتنزه النص القرآني من وجوه البيان التصويري ودلالاته في التعرض لهذين الصنفين، وقد توصل البحث لنتائج أهمها: القوة التصويرية للقرآن المجيد حيث قدم لنا تصويرًا دقيقًا محكمًا لأحوال المنافقين ونفسياتهم، وتفاوت أنشطتهم، وعرض صفاتهم وكشف دخائل نفوسهم، ودوافعها لسلوك هذا السبيل، وهذا التصوير جسَّد صفات المنافقين وخصالهم الذميمة في صور حية محسوسة للتشنيع عليهم، وتعرية مخططاتهم، وحاول البحث أن يصل إلى أنه لا بد من الاستعانة بالمثلين (الناريّ، والمائيّ) في فهم ظاهرة النفاق المعاصر، والإسهام في رسم معالم التعامل المنضبط معها.