فاعِليّة الخطاب الدعوي: دراسة موضوعية في ضوء سورة القصص

الملخص

بحث (فاعلية الخطاب الدعوي)، يهدف إلى بيان مفهوم فاعلية الخطاب الدعوي، وتوضيح سماته ومقوماته، وبيان أسباب تفاوت مستويات أثر فاعليته، وقد درس مسالك هذه الأهداف في سورة القصص، من خلال منهج وصفي استنباطي، وتوصل إلى عدد من النتائج، أهمها: أن فاعلية الخطاب الدعوي تعني: أن يوصف بأنه اتصال دعوي موجّه، ينتظم سمات الفاعلية ومقوماتها، ويتوخى منه التأثير الإيجابي في المخاطبين، وذلك التأثير أطلقت عليه السورة مسمى التذكر، ومعناه: العمل والسلوك وفق معرفة مستقرة يتحراها الإنسان بدافع القبول والاقتناع. وله مراتب أولها الانتباه ومنتهاها السلوك العملي، وتمر بالاستقرار المعرفي والتفاعل الإيجابي. والخطاب الدعوي الموجب للتذكر يتسم بسمات ذاتية فاعلة منها: الصدق، والتفصيل، والوضوح والاتساق، والتركيز على المشتركات.. وله مقومات موضوعية ترتبط به ارتباطا مبدئيا، منها: التنويع في أساليبه، والتدرج فيه ومراعاة الأجواء الإيجابية في عرضه.. والتفاوت في أثر الخطاب الدعوي الفاعل ناتج عن أسباب ذاتية في الداعية، أو في المدعو، أو عن أسباب موضوعية ومؤثرات سلبية خارجية..

وأوصى البحث الدعاة أن يوجهوا جهدهم إلى بناء خطاب دعوي يتسم بالفاعلية والإيجابية المؤثرة، من خلال الاستفادة من منهج القرآن الذي يبين منهجية الأنبياء والرسل في عرض الخطاب الدعوي وبنائه. كما أوصى الباحثين بأن يهتموا بالبحث في الجوانب الدلالية في القرآن، وإبراز السمات التواصلية في خطابه.