بُعد المفتي عن النازلة زماناً ومكاناً - دراسة تأصيلية تطبيقية على فقه الأقليات الإسلامية -
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد.
فهذا بحث بعنوان: (بُعد المفتي عن النازلة زماناً ومكاناً -دراسة تأصيلية تطبيقية على فقه الأقليات الإسلامية-).
يهدف البحث لدراسة أبرز المسائل الأصولية المتعلقة بِبُعد المفتي زماناً وبُعده مكاناً؛ لتعين بإذن الله المفتي والمستفتي للوصول إلى الحكم الصحيح في المسائل الفقهية التي يبعد فيها المفتي عن النازلة زماناً ومكاناً، ثم تأتي التطبيقات لبيان مدى تأثر الفتوى بِبُعد المفتي وقربه من النازلة.
فجاءت هذه في أربعة مباحث، مبحث في المصطلحات الواردة في العنوان، ومبحث لدراسة المسائل الأصولية المتعلقة بالبُعد الزماني، وهي: فتوى الميت، فتاوى الصحابة رضي الله عنهم، الفقه الفرضي، ومبحث لدراسة المسائل الأصولية المتعلقة بالبُعد المكاني، وهي: جهالة عين المفتي أو حاله، استفتاء المستفتي لمفتٍ لا ينتسب لمذهب المستفتي، تصوير النازلة وأثره في الفتوى، ومبحث فيه تطبيقات فقهية على تأثير بُعد المفتي عن النازلة زماناً ومكاناً في فقه الأقليات الإسلامية، تمت فيه دراسة خمس مسائل ظهر فيها تأثير بُعد وقرب المفتي من النازلة.
وانتهى البحث إلى نتائج وتوصيات من أهمها: عدم تأثر كل الأحكام باختلاف الزمان والمكان، وجواز الاعتماد على فتوى الصحابة رضي الله عنهم وعلى فتوى الميت إذا نقلها فقيه يعرف صحة الفتوى وانطباقها على حال المستفتي، واستحباب فرض المسائل إن كان التفريع أو السؤال عن ممكن الوقوع ويتفقه به، ومن النتائج أيضاً أن العامي الذي يقف على فتوى دون سؤاله المباشر لصاحبها لا يجوز له العمل بها مباشرة؛ لعدم علمه بمطابقتها لحاله، أو من أفتى بها هل رجع عنها أو لا، وأن تصوير النازلة هو من أهم مراحل الفتوى، وهو يحتاج إلى فقيه متمرس، وأيضاً من خلال التطبيقات يظهر تأثير بُعد الزمان والمكان في تصور النازلة؛ مما أثر في تغير الحكم، وأيضاً ظهر من التطبيقات أن بُعد المفتي لا يعني عدم صحة فتواه، بل قد يكون أقرب للصواب؛ لعدم تأثره بمؤثرات غير معتبرة شرعاً قد يتأثر بها من قَرُب مكانه باعتبار الواقع الذي يعيشه، وكان من التوصيات: أن تكون الفتيا في النوازل التي تتعلق بعدد المكلفين عبر المجامع الفقهية، ويجمع لها علماء الأمة ممن هم في بلد النازلة وغيرها؛ ليتصورها ثم ينزلوا عليها الحكم.