الحريات وحقوق الإنسان بين الإسلام والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان دراسة وصفية مقارنة

الملخص

هذه الدراسة الموسومة بـ"الحريات وحقوق الإنسان بين الإسلام والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان" سنتعرف من خلالها على التطور التاريخي لحقوق الإنسان عبر العصور، وإبراز مقارنة في التأصيل الإسلامي لحقوق الإنسان والأديان الاخرى، برؤية الإسلام الشمولية والتي اهتمت بمسائل الحقوق والحريات مستمدة إياها من الكتاب والسنة؛ فلقد جاء الإسلام لإقرار وتوضيح الحقوق والحريات العامة، وكفالتها للفرد والمجتمع، بغض النظر عن اللون أو الجنس أو العقيدة، ولذا فقد هدفت الدراسة الى الكشف عن ما جاء في المواثيق الدولية في قضايا الحريات وحقوق الإنسان، ومقارنة تلك المواثيق مع قضايا الحريات والحقوق في رسالة الإسلام السامية، وبيان مفهوم حقوق الإنسان، ولتحقيق أهداف الدارسة استخدم الباحث المنهج الوصفي المقارن، وقد خلص البحث الى جملة من النتائج أهمها: أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا يستطيع القيام بعمله في الحفاظ على حقوق الإنسان؛ نظرًا لعدم استجابة بعض الدول لهذا الإعلان وتطبيقه، حيث إن تطبيقه خاضعًا لمعايير القوى المختلفة في هذا العالم، فيما يتمتع الإنسان في ظل الدّولة الإسلامية بحرية العقيدة والدّين، ولا يختلف موقف الإسلام حيال الحرية الفكرية الخاصة عن موقفه حيال الفكرية العامة؛ فالإسلام لم يحاول مطلقاً أن يفرض على العقول نظرية علمية معينة بصدد أية ظاهرة من هذه الظواهر، كما أن الإسلام حث على العمل، وقرر حرية السعي في طلب الرزق، وجعل كل مسلم مكلفاً بمباشرة عمل نافع لنفسه وللمجتمع، (وكفي بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت)، كون حقوق الإنسان في الإسلام هي من صلب العقيدة والتشريع وليست منة من الخلق نحو بعضهم؛ فهي متعلقة بالتكاليف والواجبات الشرعية التي يلحقها الثواب والعقاب، وميزة حقوق الإنسان في الإسلام أنها حقوق شاملة للجسد والروح على السواء، فليس أحدهم بأولى من الآخر، والمتأمل  والفاحص للكتب السماوية يرى أن الإسلام هو المصدر الوحيد الذي لم يلحقه أي تحريف في مراعاة حقوق الإنسان، وتشجع الدراسة الباحثين على إجراء مزيد من البحوث والدراسات العلمية للمقارنة بين الإسلام والاديان السماوية في حقوق الإنسان، ونقل هذه الصورة المشرقة للدفاع عن الإسلام من التهم التي يرميه بها أعداءه.