مفهوم العدل عند الإمام الغزالي رحمه الله تعالى من خلال كتابه التبر المسبوك في نصيحة الملوك
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
تتمثَّلُ مشكلةُ هذا البحث الرَّئيسة في أنَّه مع كثرةِ الدِّراسات المؤلَّفة حول الإمام الغزاليِّ رحمه الله تعالى، إلَّا أنَّ هناكَ كثيرًا من المفاهيمِ العظيمةِ لم تؤصَّل بعدُ في رسائلَ علميَّة؛ ومنها: [العدل] مع شدَّة الحاجة إليه في زماننا؛ ممَّا استدعى تقديمَ دراسةٍ علميَّةٍ منهجيَّةٍ تبيِّن مفهومَ العدلِ عند الإمامِ الغزاليِّ. ويهدفُ هذا البحث إلى بيانِ الأمور الآتية عند الإمام الغزاليِّ: فضل العَدلِ، وإلقاء الضَّوءِ على أهمِّيَّة العدلِ في ترسيخِ الحكم، ومعرفة أنواعِ العدلِ، والوقوفِ على قواعدِ العدلِ والإنصافِ. وقد اتَّبع الباحث في ذلك المنهجَ الوصفيَّ التَّحليليَّ. ومن أهمِّ النَّتائج الَّتي توصَّل إليها الباحث أنَّ العاملَ الأساسَ عند الإمام الغزاليِّ في نموِّ الدَّولة وازدهارها هو العدلُ؛ فبإقامته يتحقَّقُ كلُّ خيرٍ، وبفقدهِ تحلُّ الآفاتُ والشُّرور، وتخرب الأمم والبلدان، ويشقى الإنسان، وأنَّ قواعد العدل والإنصاف عنده هي: معرفةُ الحاكمِ قدْرَ الولايةِ وخطورةَ أمرها، والتَّقرُّبُ من العُلماءِ الصَّالحينَ النَّاصحينَ وسماع آرائهم، ورفعُ ظلمِ الولاةِ عن الشَّعب، وعدمُ التَّكبرِ والغضبِ، وعدمُ الرِّضا للرَّعيَّة ما لا يرضاهُ لنفسهِ، وقضاءُ حوائجِ النَّاسِ بسُرعةٍ، وعدمُ تحقيرِ أربابِ الحوائجِ، وعدمُ الاشتغالِ بالشَّهوات، واستعمالُ اللُّطفِ والرِّفقِ في الأمرِ كلِّه، والاجتهادُ في طلبِ رضاءِ الرَّعيَّة بموافقة الشَّرع. وفي النِّهاية اقترحَ الباحثُ إقامةَ دوراتٍ تثقيفيَّةٍ وبرامجَ حواريَّةٍ حولَ أعلامِ الفكرِ الإسلاميِّ الَّذين تعدَّدت جوانبُ نبوغهم وتنوَّعت ثقافاتُهم؛ وفي طليعتهم الإمامُ الغزاليُّ رحمه الله تعالى، وتحقيقَ كتاب: (التِّبر المسبوك في نصيحة الملوك) للإمام الغزاليِّ في دراسةٍ علميَّةٍ أكاديميَّةٍ.