الذكاة الشرعية وموقف الفقه الإسلامي من طرق الذبح الحديثة
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
هذا البحث والمعنون له بـ: "الذكاة الشرعية وموقف الفقه الإسلامي من طرق الذبح الحديثة"- جاء في ثلاثة مباحث: تناول المبحث الأول منها تعريف الذكاة وحكمها وحكمتها وطرقها الشرعية، ومزايا الطرق الشرعية لإجراء الذبح؛ وعرض المبحث الثاني لشروط الذكاة الشرعية لكل من الذابح وآلة الذبح والحيوان المراد ذبحه، أما المبحث الثالث؛ فقد فصل القول في الطرق الحديثة للذكاة وموقف الفقه الإسلامي منها؛ وقد تناول بالبيان أكثر الطرق الحديثة شهرة كطريقة الصعق الكهربائي، وطريقة الشاكوش والبلطة والمطرقة والمسدس، وطريقة التخدير باستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون، والطريقة الإنجليزية، وطريقة المغطس المائي المكهرب، ثم ذكر في نهاية المبحث مساوئ طرق الذبح الحديثة.
وقد خلص هذا البحث إلى عدة نتائج من أهمها: أن الذكاة هي: إزهاق روح الحيوان بالطريق المشروع الذي يجعل لحمه حلالًا للمسلم، وأن الحيوان البري المأكول لا يحل أكل شيء منه مطلقًا أو الانتفاع بأي جزء من أجزائه إلا بالذكاة الشرعية المعهودة الخاصة من ذبح أو نحر أو عقر، وأن حكمة الذكاة هي تمييز حلال اللحم من حرامه، فإن الحرمة في الحيوان المأكول لمكان الدم المسفوح، ولا يزول إلا بالذبح أو النحر، ولا يطيب إلا بخروج الدم في أقل وقت ممكن، وأن الأصل في الذبح في الشريعة الإسلامية أن يكون بدون صعق أو تدويخ؛ لما في ذلك من إيلام للذبيحة، ولأن طريقة الذبح الإسلامي هي الأمثل؛ رحمةً بالحيوان، وإحسانا لذِبحته، وتقليلًا من معاناته؛ وعليه فلا يجوز الخروج عن هذا الأصل، وأنه لا يجوز استخدام وسائل التدويخ، ولاسيما تدويخ الدواجن بالصدمة الكهربائية، لما ثبت بالتجربة من إفضاء ذلك إلى موت نسبة غير قليلة منها قبل التذكية، ولا يجوز تدويخ الحيوان المراد تذكيته باستعمال المسدس ذي الإبرة الواقذة أو بالبلطة أو بالمطرقة.
كما خلص أيضًا إلى أنه يجوز أكل لحوم الحيوانات التي تم تذكيتها بالتدويخ ذكاة شرعية إذا توافرت الشروط الفنية التي يتأكد بها عدم موت الذبيحة قبل تذكيتها.
وقد أوصى البحث بضرورة متابعة طرق الذبح الحديثة في ضوء ما يجد من تقدم علمي وتكنولوجي ومراجعة الأحكام التي اتخذت بشأنها من قبل.
وأوصى أيضًا بإنشاء هيئات متخصصة يتكون أعضاؤها من كل من له صلة بموضوع الذبح من علماء دين وطب وتربية الحيوان وغيرهم للإشراف على المذابح للتأكد من تحقق التذكية الشرعية في الذبائح.
وطالب البحث الدول الإسلامية بإلزام الجهات القائمة بالذبح باستخدام الوسائل التي تحقق التذكية الشرعية على الوجه الأمثل، كما طالبها بالسعي لدى السلطات غير الإسلامية التي يعيش في بلدها مسلمون، لتوفر لهم فرص الذبح بالطريقة الشرعية.