موقف المدارس الكلامية من التعليل
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
تهدف هذه الورقة إلى دراسة مسألة قديمة، شغلت عقول كل من الأصوليين والمتكلمين؛ حيث درست قضية العلة وأحكامها في أصول الفقه في أبواب القياس، وفي مسالك العلة، ومن ثم أثير الكلام حولها مؤخرًا في مقاصد الشريعة، وما يقف عنده المدقق هو بيان ما يسمى بآراء المتكلمين في المسألة، وحكم التحسين والتقبيح العقليين، ولعل هذين الأخيرين من قضايا علم الكلام أو العقيدة.
يسعى هذا البحث إلى: دراسة العلة، وحكم تعليل أفعال الله كما هو في علم الكلام، والذي يدرس عادة في أصول الفقه في باب تعليل الأحكام؛ كما أن البحث سيدرس ما انبثق عنه مسألة التعليل، وهو قضية التحسين والتقبيح العقليين؛ وذلك بمنهج استقرائي ووصفي وتحليلي.
وقد توصل البحث إلى أن ثمة سوء فهم في تحليل محل النزاع عند دراسة المسألة، فما ينقل عن الأشاعرة من نفي التعليل يكون غالبًا في مسائل التوحيد، وإن أثبتوه فهو في أصول الفقه، في مثل القياس والاستحسان، وما شابه ذلك من قضايا لا تتم إلا بالقياس.
وعليه فلا خلاف بين رأي الأشاعرة والماتريدية، ويبقى الخلاف بينهما من جهة وبين المعتزلة من أخرى، فالمعتزلة يقولون: إن العقل يدرك الحسن والقبح، وبموجب ذلك يوجبون التكليف على الناس وإن لم يأتِ رسول، وإن العقل يوجب عبادة الله كما يوجب أن يثيب الله المؤمن ويعاقب الكافر، وأن الصلاح واجب، والماتريدية والأشاعرة يخالفون في كل هذا.