المشكلات الصوتية في تعلّم اللغة العربية للناطقين بغيرها: جامعة المدينة العالمية أنموذجاً

الملخص

تهدُف هذه الدراسة إلى التعرف على المشكلات الصوتية التي تواجه الدارس الناطق بغير العربية عند تعلّمه للعربية، والتعرف على التحديات التي تواجه المعلم القائم بتدريس هذه اللغة لهذا الصنف من الطلاب، وقد أدركنا خلال جمع العينات اللغوية أن المشكلات المتعلقة بالنظام الصوتي من أعمق وأكبر المشكلات في تعلّم اللغة العربية للناطقين بغيرها؛ وعليه ظهرت الحاجة إلى تحليل هذا المستوى اللغوي (المستوى الصوتي) لدى دارسي العربية الناطقين من غير أبنائها؛ من أجل الوقوفِ على أهمِّ مشكلات النظام الصوتي، ثمّ اقتراح بعض الحلول والآليات المناسبة لها، ومن هنا استخدمت هذه الدراسة المنهج المسحي الكمي، وذلك بسحب عينة من عشرين طالبًا من مجموع الدارسين بمركز اللغات قسم اللغة العربية، والبالغ عددهم 100 طالب وطالبة بجامعة المدينة العالمية بماليزيا التي تُعنى بتدريس اللغة العربية بالنظامين: التعليم المباشر (On campus) ونظام التعليم عن بُعد (Online)؛ وامتازت دراسة العينات في هذه الجامعة بتنوع المستهدفين، وقد اعتمدت هذه الدراسة على الاستبانة كأداة لحصر العينات وتحليلها؛ فتوصلت إلى أنَّ نسبة 90% من أفراد العينة يعانون من صعوبة نطق الأصوات الحلقية (العين، والحاء)، و80% منهم يُعانون من نطق الأصوات الحنجرية (الهاء والهمزة). ومن خلالها توصلت الدراسة إلى توصيات أهمّها: ضرورة بناء تدريس الأصوات اللغوية العربية للناطقين بغيرها على نظام التدرج من السهل إلى الأصعب؛ فلابُدَّ –أولًا- من تعليمِ الأصوات الصامتة (الباء، التاء، الجيم، الثاء، الدال، الراء، الزاي، الذال، السين، الشين، الكاف، اللام، الميم، النون) مع وضعها في كلمات سهلة النطق ذات معان محسوسة، ومِنْ ثَمَّ تعليم الأصوات المطبقة (الصاد، الضاد، الطاء، الظاء) مع وضعها في كلمات سهلة النطق ذات معانِ محسوسة، ثُم ينتقل بعد ذلك إلى تعليم الأصوات الحلقية (الهمزة، الهاء، العين، الغين، الحاء، الخاء، القاف) ووضعها في كلمات سهلة النطق، ومن ثمّ تُقَدَّمُ الأصوات الصائتة مع التركيز على توضيح بأنَّ الفرق بين الحركات الطويلة والقصيرة هو مدّة النطق.