تأصيل خصوصية علم الكلام من خلال التوجيه النبوي: [لا تبشرهم فيتكلوا] _دراسة عقدية_

الملخص

يهدف هذا البحث إلى تأصيل خصوصية علم الكلام من خلال الهدي النبوي الوارد في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أخبره بحق العباد على الله ألا يعذب من لا يشرك به شيئا، فطلب معاذ أن يبشر بها الناس فوجهه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله:[لا تبشرهم فيتكلوا]، وفي رواية: [لا إني أخاف أن يتكلوا]، ومشكلة البحث تظهر في حل إشكالية التعارض بين النهي عن كتمان العلم والامر بكتمان بعضه، واتبعت في ذلك مناهج: الاستقراء والاستنباط والتحليل والمقارنة، وقد قسمت البحث إلى مبحثين؛ المبحث الأول: تخريج الحديث وشرحه في مطلبين، أما المبحث الثاني فكان في بيان خصوصية علم الكلام بتطبيق منهجية الهدي النبوي:[لا تبشرهم فيتكلوا] عليه، وتحته مطلبان؛ الأول: نبذة عن علم الكلام ومواقف العلماء منه، والثاني: تطبيقات منهج:[لا تبشرهم فيتكلوا] على متعلقات علم الكلام؛ وذلك من خلال نقاط أبرزها: عدم التعريف بمسائله وبه كعلم لعامة الناس، وعدم التعريف بمنافعه ومضاره ومواقف العلماء منه لعامة الناس، وعدم الترغيب بدراسته وتدريسه لعامة الناس، وخلصت الى نتائج هامة أبرزها: إن علم الكلام علم خاص بأهله ولا يصح نشره للعوام وإنما هو كالدواء يعطى للمريض فقط بحسب الحاجة، وإن تخصيص هذا العلم بأهله مؤصل بالمنهج النبوي الوارد في حديث معاذ من خلال توجيهه له بقوله: [لا تبشرهم فيتكلوا]، وقد حل البحث إشكالية التعارض بين تخصيص علم بأهله وبين النهي عن كتمان العلم.