معالم المنهج التربوي في مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة من خلال تفسير العلامة الدوسري
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
من المتقرر أن الأمة مستهدفة في عقيدتها وأخلاقها من قبل أعدائها بالكيد والمكر والتحريف، مما يشكل تحديًّا فكريًّا تجب مواجهته، وأعداء الأمس هم أعداء اليوم، وفي مقدمتهم اليهود وأدواتهم من المنافقين، وتتجدد تلك التحديات، وإن أخذت صورًا مختلفة ومسميات جديدة، ومن القلة التي تميزت بمواجهة تلك التحديات الفكرية وفق رؤية تربوية إيمانية تنطلق من نصوص القرآن وتُؤسس عليها، الشيخ عبدالرحمن الدوسري، وتكمن إشكالية البحث في أنه قد غُفل عن تراثه المتميز في هذا الباب، فهو يمتلك مفاتيح العلم الشرعي وأدواته، مع اطلاعه الواسع على مشكلات عصره، وخبرته بمخططات الأعداء، وتجربته الدعوية العملية في مخالطة الشباب والتعرف على احتياجاتهم النفسية والتربوية، ولذلك جاء تفسيره صفوة الآثار والمفاهيم نموذجًا تربويًّا فذا يصلح لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، وبالرغم من ذلك التميز إلا أنه لم ينل حظه من البحث والدراسة. وتفترض هذه الورقة إمكانية استقراء منهج تربوي إيماني من تقريرات الشيخ في تفسيره، يصلح أن يكون أساسًا استراتيجيًّا لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة. لذا تحاول هذه الورقة تسليط الضوء على المعالم التربوية في منهج الدوسري من خلال تفسيره صفوة الآثار والمفاهيم لينتفع به الأساتذة والدعاة والمربون. وقد استُخدم في هذا البحث المنهجين الاستقرائي والتحليلي لبناء وتقرير معالم ذلك المنهج التربوي السامق. وباستقراء تفسيره يمكن حصر تلك المعالم التربوية في ركيزتين أساسيتين: الأولى: تحقيق العبودية لله رب العالمين بمفهومها الشامل الصحيح. والثانية: استقلالية الشخصية المسلمة الباعثة على الفخر والاعتزاز. وكان من أهم نتائج هذه الورقة البحثية: أن تحقيق العبودية بمفهومها الشامل هو سبيل النجاة من كافة الشرور، وفيه الوقاية للفرد والمجتمع من الانخداع بما يروجه ويبثه شياطين الإنس بوسائلهم المتنوعة من المذاهب الهدامة المفسدة للعقيدة والسلوك. وأنه لا بد للمسلم أن يواجه التحديات الفكرية بشخصية إسلامية متحررة مستقلة، تحصر استمدادها لهداها في وحي الله، وإلا فإنها ستتأثر بهذه التحديات وتكيف الحياة على نسقها، وبالتالي تحصل فجوة بين الاعتقاد الديني والسلوك الحياتي.