الجذور التاريخية والفكرية لظهور مفهوم الدولة المدنية في العالم الإسلامي
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
إن مصطلح الدولة المدنية مصطلحٌ غربي النشأة، ومن أبرز ما دعت إليه فكرة المدنية قضية الفصل بين السلطتين الدينية والسياسية، وذلك بعد تمدد سلطة الكنيسة في العصور الوسطى بشكل مخيف؛ حيث كان الباباوات هم الذين يولون الولاة ويعزلونهم، ويعلنون الحروب ويسيرون الجيوش، ويسنون القوانين، وغيره من الأمور التي أدت للثورة عليهم وظهور فكرة المدنية رافعة شعار إبعاد الكنيسة عن السياسة. غير أن تلك الفكرة لم تلبث أن انتقلت إلى العالم الإسلامي في أواخر عهد الخلافة الإسلامية ورفع لواءها بعض المفكرين الذين نادوا باتباع النموذج الغربي في الحكم، ثم ازداد حضور الفكرة نظريًا وعمليًا مع سقوط الخلافة، ورفع شعار الفصل بين الدين والدولة، إضافة إلى الكثير من الشبهات التي تم طرحها على العوام لإقناعهم بتقبل فصل الدين عن السياسة، وكذلك البعثات التعليمية التي كانت تدعو لذات الأفكار وغيرها من العوامل التي أدت لانتشار واسع للفكرة بين الناس في العالم الإسلامي.