شرح منار الأنوار لابن العَيني (893) هـ دراسة وتحقيق
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
لا تخفى أهمية علم أصول الفقه الشديدة، ولعله لا يخطئ القائل بأن علم أصول الفقه هو أهم علم من علوم الشريعة الإسلامية، فمن خلاله يتحقق الفهم الصحيح للنصوص، سواء كان من القرآن أو السنة أو غيرها، وكذلك معرفة الأدلة المعتبرة لاستنباط الأحكام الشرعية، ومن ثم استنباطها من خلال قواعد وضوابط ثابتة، ينتج عنها الوصول إلى الحكم الشرعي على الوجه الذي أراده الله تعالى، ومن أهم كتب هذا الفن، هو كتاب منار الأنوار للنسفي، لذلك اختار الباحث المشاركة في إحياء شرح قديم لهذا الكتاب الذي كَثُرت شروحه، ولا شك أن العلماء الأوائل عندما أكثروا من شرحه لم يكونوا يعبثون، وإنما كل واحد منهم أفاد بأسلوبه ومنهجه شيئاً مختلفاً عن الآخر، وبالتالي كلما قرأ الطالب شرحاً من هذه الشروح ازداد فهمه لهذا العلم، وصارت صورته أكثر وضوحاً، وقويت ملكته فيه، ومن هنا تظهر أهمية شرح ابن العَيني - موضوع بحثنا – التي تنبع من أهمية كتاب المنار، وقد قسمتُ بحثي إلى قسمين: دراسي وتحقيقي، وقد سبق هذين القسمين مقدمة ذكرتُ فيها مشكلة البحث، وأسئلته، وأهدافه، ومصطلحاته، وأهميته، وهيكله، والدراسات السابقة، ومنهجه، وإجراءاته، وحدوده، أما القسم الدراسي، فقد اشتمل على فصلين، الأول: كان للتعريف بالإمام حافظ الدين النَّسفي، والإمام ابن العَيني، من حيث الاسم والنسبة والمولد والنشأة والشيوخ والتلاميذ والمكانة العلمية وثناء العلماء والآثار العلمية والوفاة، وكذلك تناول هذا الفصل، أهمية كتاب المنار وعناية العلماء به، ثم جاء الفصل الثاني للتعريف بشرح ابن العيني، والنسخ المخطوطة المعتمدة في هذه الدراسة، وكذلك احتوى على دراسة لمنهج ابن العيني في هذا الشرح، والأسلوب الذي استعمله لإظهار قوة مذهبه على المذاهب الأخرى، والترجيحات التي قام بها، ثم المآخذ على الكتاب، في حين كان القسم التحقيقي عبارة عن تحقيق جزء من المخطوط وفق ضوابط التحقيق العلمية.