وقوع المجاز في القرآن الكريم وجذوره الكلامية وموقف أبي المظفر السمعاني منه
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
كانت الجذور الكلامية في قضية وجود المجاز في القرآن الكريم مبعث حِدَّة وتجاذب؛ خاصة في علاقة المجاز بالموقف من صفات الله تعالى، وأفعاله سبحانه، وهذا شأن أكثر القضايا المتعلقة بعلم الكلام، لذا فإن الدراسة تهدف إلى إبراز أثر الخلاف الذي دارت رحاه في علم أصول الفقه امتداداً للآراء الكلامية المثارة من قطبي المدارس الكلامية؛ المعتزلة والأشاعرة، وتبدأ قصة القول بالمجاز في القرآن الكريم ابتداءً من قبل المعتزلة؛ حيث يرى المعتزلة أن المجاز هو الطريق إلى حماية أصولهم الكلامية والدفاع عنها، ثم أخذها عنهم بقية المذاهب والفرق، وكل قد اختار له قولاً يوافق معتقّدَه، وجعل له ضوابط واحتياطات حتى لا يصطدم مع اختياراته الكلامية الأخرى. وممن أحسن عرض هذه المسألة وحرَّرها وأزال وجه الاشتباه فيها الإمام السمعاني رحمه الله تعالى، فهو مع كونه يرجِّح حسن دخول المجاز في القرآن الكريم، فإنه قد نأى عن المواطن التي لأجلها نفى كثير من العلماء وجود المجاز في القرآن، وتَرَك الاستشهاد بأدلة الصفات التي أعمل المعتزلة فيها المجاز لينفوها أو يخرجوا بها عن معناها الظاهر المتبادر للأذهان والأقرب إلى اللغة إلى معنى مؤول، فالإمام السمعاني رحمه الله تعالى قد أنكر على النافين للمجاز ابتداءً، وأنكر على المثبتين الذين سلطوه على أدلة الصفات وأفعال الله تعالى؛ فهو ينتقد استعمالَه المخالِف، ويُجري الأدلة على حقائقها الظاهرة.