أسباب صلاح الأبناء المستنبطة من القرآن الكريم (دراسة موضوعية تطبيقية على طلاب المرحلة الثانوية بجدة في السعودية)

الملخص

برزت أهمية هذا البحث فيما لمسته الباحثة من احتياج الأمة إلى الصلاح والإصلاح المرتبط بكتاب الله تعالى بسبب بُعد الأمة عن التربية القرآنية، واستبدالها بوسائل التربية الغربية الحديثة. وقد هدف هذا البحث إلى إبراز أسباب صلاح الأبناء في ضوء القرآن الكريم، وبيان مدى تطبيق هذه الأسباب على طلاب المرحلة الثانوية في جدة بالسعودية. ولتحقيق هدف البحث وحل إشكالياته قامت الباحثة بتصميم استبانة مشتملة على(32) سؤالا، موزعة في (3) محاور، وقد اختارت الباحثة أن تكون إجابات الاستبانة اختيارات من متعدد، واقتصرت العينة على طلاب المرحلة الثانوية، في السعودية، بجدة، وبعد التأكد من صدق الاستبانة قامت الباحثة بتطبيقها على عينة البحث التي بلغ قوامها(205)، وتلا ذلك تحليل البيانات التي تم الحصول عليها، باستخدام أسلوب النسبة المئوية، مستعينة بالمنهج الاستقرائي والاستنباطي والوصفي التحليلي. توصلت الباحثة إلى أن المجتمع السعودي مجتمع متدين، حيث كانت النسبة الأعلى من عينة البحث هم من الذين يعرفون مكانة الدعاء ويطلبون من والديهم الدعاء لهم، فكان متوسط نسبتهم تصل إلى (80%)، فكان أثر الدعاء إيجابيًا على الطلاب، ويرى (86.3%) أهمية القيم، ويحبون الثبات عليها ويتمثلونها، هناك قبول جيد للتوجيه بالموعظة والحكمة وتطبيق النقد البناء حيث بلغ عدد المؤيدين (68.8%). بالنسبة لاختيار الآباء للوقت والأسلوب المناسب، فقد أيَّد الثلثين تقريبا بنسبة (66.5%) من الطلاب على حسن الاختيار. أما تقبلهم للتوجيه المباشر، فقد تقاربت النسب بين مؤيد ومعارض، نسبة المؤيدين (56.5%) أما المحايدين مع المعارضين لذلك فبنسبة (43.4%) كل حسب نمط شخصيته، وأسلوب تربيته. وقد رأى (80%) من الطلاب أن لأسرتهم أثر جيد في صلاحهم، وأن الأسرة بيئة صالحة وجاذبة لغرس القيم. وأما من جهة المدرسة: فقد تقاربت النِّسب بين مؤيد ونسبته (59%)، ومعارض مع محايد ما نسبته (40.9%) في كونها بيئةٌ صالحةٌ وموطنٌ مناسب لغرس القيم. وأما من جهة المدرس: فالأغلبية وهي (70.7%) ترى له دور فاعل في تعزيز السلوك، وغرس القيم، وصلاح الطلاب. كما أكد (72.2%) من الطلاب والطالبات أن للصحبة أثر على سلوكهم. وكما تجلى لنا أن (89.3%) من الطلاب أصحاب معرفة واسعة بستر العورة، ويطبقونه بشكل واضح. أما مشاهدة وسائل التواصل المختلفة دون ضابط أو قيود، فهناك ضعف بيّن حيث أن (40.5%) يسترسلون في المتابعة بلا قيود، في حين المحايدون نسبتهم (20%). أما من ناحية الاستئذان فهناك وعي بين الأغلبية ولله الحمد حيث (84.4%) يلتزمون بآداب الاستئذان. كما يظهر من النتائج أن هناك شعور بالرضا من (76.6%) من الطلاب من حيث العدل في تعامل الآباء بينهم وبين إخوتهم مما يدل على الوعي والحرص الذي يعيشه الآباء. ونلحظ أن أكبر نسبة من آثار عدم العدل بين الأبناء هو الوقوع في العقوق حيث بلغت نسبته (40%)، وهناك تأييدات أن لعدم العدل آثار سيئة، مثل الحسد والكراهية وفقدان قيمة العدل والأمراض النفسية. وتبين أن الآباء لديهم مهارة الاحتواء، حيث أكد (93.2%) من العينة بشعورهم بالحب والتقدير من والديهم، وأن لهم مواقف طُبعت في ذاكرتهم لن ينسوها، ويحبون التشاور والتحاور مع والديهم ويثقون برأيهم، و(78%) يشعرهم التحاور بالثقة وقوة الشخصية.