دافع الانتماء سلوكياته وأثر التدين عليه من خلال الأجزاء الخمسة الأولى من القرآن

الملخص

يعد دافع الانتماء مطلبا ملحا عند كل إنسان لتحقيق الأمن النفسي، غير أن السلوكيات الناتجة عن هذه الحاجة تؤثر سلباً على أمن الناس، حيث حملت الكثير على العنصرية الظالمة، فإشكالية البحث: هل للتدين أثر على دافع الانتماء، بحيث يعدل سلوكيات الأشخاص المتدينين رغم اختلاف ولاءاتهم؟ والهدف الرئيس للبحث إثبات أثر التدين على دافع الانتماء، بعد بيان ماهية دافع الانتماء وأهميته للفرد والمجتمع. وذكر البواعث النفسية له. وإظهار آثار الانتماء الإيجابية والسلبية. فتبرز أهمية البحث مع سيطرة المادية على حياة الناس، وغفلتهم عن أثر التدين في تعديل السلوك فيحرمون من الأمن النفسي الذي يكون مع التدين الصحيح الموافق للفطرة، والقائم على الإيمان بالله وجميع رسله وكتبه، وهو التدين بدين الإسلام، وأكبر آثار هذا التدين: تقديم الانتماء للإسلام على كل انتماء. لأنه دين البشرية جميعا، وانتسابها إليه يجعل انتسابها للحق، مع الاعتراف ببقية الانتماءات التي لا تناقضه، ولهذا أثر كبير على سلوك الإنسان المنتمي لأي جهة كانت. وحقيقته أن يكون الله وجميع رسله أحب إلى الإنسان مما سواهم، وعليه يعقد الولاء والبراء، وبهذا يتخلص من الوقوع في العصبية المذمومة ومن الوقوع في الهوى والظلم، ومن الكبر والفخر، ويتحلى بالشكر وتتوحد صفوف البشرية بتوجيه الخلافات في إطار الأخوة المقدسة، ويتحلى المتدين بالعدل المجرد عن الانتماءات.