المسايرة المتوازنة لإدارة الجودة الشاملة للنهوض بالتعليم الجامعي

الملخص

تعتبر الإدارة الجامعية من أهم المنظمات التعليمية في البلاد؛ لأنها تقوم بالدور التنفيذي من أجل تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة من خلال التطوير التنظيمي للحياة بكل روافدها، فهو استراتيجية شاملة تستهدف أساسًا تطوير المنظمة والمجتمع ككل، بهدف زيادة الفاعلية التنظيمية وتحسين المناخ التنظيمي العام للمجتمع، وأيضًا زيادة فاعلية جماعة العمل، ورفع درجة الثقة بين الأفراد والجماعات، وترسيخ مفهوم التعاون والمشاركة في تنفيذ عملية التطوير، حتى يصبح هؤلاء الأفراد فيما بعد قوة دافعة للتطوير في المنظمة، من خلال تخطيط محكم وتطوير طويل المدى يستهدف رفع الكفاءة الإنتاجية للأفراد والارتقاء بمستوى أدائهم في إطار الإمكانات المادية والبشرية المتاحة للمنظمة والمجتمع، وأيضا المناخ التنظيمي والبيئة المحيطة بهما. وتشير الأدبيات إلى وجود عدة تعريفات لمفهوم الجودة مثل: "العمل المتقن، أو التدقيق أو التصحيح" أو أن:

- الجودة هي الملاءمة للاستخدام.

-الجودة كالجمال في عين النظر.

- الجودة هي عمل الأشياء الصحيحة بصورة صحيحة.

- الجودة هي تحسين الأداء.

وبشكل عام تُعتبر القيادةُ الإداريةُ الأمامية أهمَّ عنصر من عناصر إدارة الجودة الشاملة؛ فدورها كبير يبرزُ في كل مرحلة من مراحل الحياة، وفي كل مجال من مجالات الإدارة عمومًا، وإدارة الجودة الشاملة خصوصًا، سواء في إيمان العقل القيادي بها أو في وضع الرؤية الواضحة للتعامل مع مبادئها أو في صياغة رسالة المنظمة بشأن الجودة وفي تحديد استراتيجياتها الحالية والمستقبلية. وعليه فإن تطبيقَ منهج إدارة الجودة الشاملة يتطلب توفرَّ الأجواء الملائمة للتطبيق، وبالمقابل فانّ غيابَ هذه الأجواء لن يساعدَ على التقدم والنجاح، إن لم نقل إنّ على الإدارة العليا العمل على تغيير ثقافة المنظمة وقيمها وإعادة هندستها الإدارية والتنظيمية على وجه الخصوص.

ويتضح في الدراسة: أن تحقيق الجودة الشاملة يستلزم تطوير عمليات التخطيط الجامعي في ضوء تلبية حاجات الأساتذة والطلاب والمجتمع المحلي، عبر تطوير عمليات الرقابة والتقويم من أجل تحقيق التحسين المستمر والشامل للجامعة كنظام متكامل، ويمكن تطبيق مبادئ إدارة الجودة الشاملة من خلال منهجية النظم الجامعية المتكاملة؛ بحيث يشمل التطبيق التحسين المستمر للمدخلات والعمليات والمخرجات الجامعية.