تناسق دوافع استعمال القوة القتالية في السياقات القرآنية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
يتميز كتاب الله تعالى بالترابط والانسجام في جميع الأحكام المستنبطة من آياته، فجاء هذا البحث كمشروع لحصر السياقات المختلفة التي عالجت موضوع استعمال القوة القتالية ضد المخالف، وذلك من خلال دراسة تأصيلية سياقية عامة، وكمدخل أساسي للكشف عن التحاليل الخطابية المتعلقة بموضوع استعمال القوة في كتاب الله تعالى سوف أستعمل الأدوات المعرفية المعتمدة، واستحضر السياقات البنيوية، وأرجع إلى ما ورد من أسباب النزول حول الآية، بهدف الوقوف على التناسق الباهر والمحكم بين النصوص التي تناولت مسألة استعمال القوة القتالية ضد الآخر، وإثبات معجزة وحدة الخطاب القرآني، وذلك من خلال الوقوف على التناسق والتناسب مع الإطار العام لمجموع النصوص المتماسكة والمترابطة داخل إطار السياق الواحد، المتعلق هنا بالآيات التي تتضمن الأسباب الأساسية التي من أجلها شرع القتال، ثم دراستها دراسة تكوينية، وذلك في محاولة لربط الآية بطبيعة المرحلة، ولقد توصلت في المجمل، معتمدا على مناهج البحث العلمي، إلى حصر دوافع استعمال القرآن الكريم للقوة القتالية في خمسة أسباب: إخراج المسلمين من ديارهم ومطاردة القيادة، التحريض والسعي إلى زرع الفتنة وخلق الاضطراب داخل المجتمع المسلم، مظاهرة أعداء الإسلام ونصرتهم، الإغارة على ديار الإسلام والاعتداء على السيادة بالبدء بالمقاتلة، ومخالفة الأعراف والمواثيق كقتل الرسل والبعثات، كما بينت بأن القتال جاء بصفة المفاعلة، وذلك لرد المعتدين، وأما البدئ بالقتال والتي صيغته "اقتلوا" له سياقاته الخاصة به وهي جد محدودة.