المبادئ التربوية لطبيعة الإنسان في القرآن وانعكاساتها الأخلاقية
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
إنّ الحديث عن التربية هو حديث عن الإنسان ذاته، وللإنسان في التعاليم الإسلامية منزلة مميّزة، فقد خلق الله الإنسان وجعل منه خليفة في الأرض، ويسّر له كلّ مقوّمات الاستخلاف تكريمًا له وتشريفًا، كما سخّر له كلّ ما في الكون من مخلوقات ليتحقّق له معنى التكريم والاستخلاف هذا، وهذا الاستخلاف والتسخير من الله -سبحانه وتعالى- هو بمنزلة إخبار تَلفت الانتباه إلى مكانة هذا المخلوق (الإنسان) عند الله، وإلى منزلته وكرامته عنده؛ ومن هنا جاءت هذه الدراسة للكشف عن المبادئ التربوية لطبيعة الإنسان في القرآن وانعكاساتها الأخلاقية؛ وذلك من خلال الإجابة عن السؤال التالي:
ما المبادئ التربوية لطبيعة الإنسان في القرآن وانعكاساتها الأخلاقية؟
للإجابة عن سؤال الدراسة قام الباحث بدراسة الآيات المتعلقة بطبيعة الإنسان واستنتاج الحقائق المتعلقة بهذه الطبيعة واستخلاص المبادئ التربوية من هذه الحقائق واستنتاج السلوكيات الأخلاقية المنبثقة من هذه المبادئ؛ حيث خلص الباحث إلى ثلاثة عشر حقيقة متعلقة بطبيعة الإنسان وهي: آدم أبو البشر، بدأ خلق آدم من تراب، الإنسان مكرّم على بقية المخلوقات، مخلوق بأحسن تقويم، مفطور على التوحيد، تفاوت الناس فيما بينهم من قدرات وميول وصفات جسمية،ضعف الإنسان،قدرة الإنسان على الاختيار بين الخير والشر، انقسام النفس الإنسانية إلى ثلاثة أنواع: النفس الأمارة بالسوء، والنفس اللّوامة، والنفس المطمئنة؛ يولد الإنسان وهو لا يملك من المعرفة شيئًا، حب الإنسان للشهوات، الإنسان غير خالد في الدنيا.
كما خلص الباحث إلى سبعة مبادئ تربوية مرتبطة بهذه الحقائق هي: تقدير حقيقة التكريم الإلهي للإنسان، مراعاة الفروق الفردية، مراعاة جوانب القصور في قدرة الإنسان، تقدير حرية الاختيار عند الإنسان، إمكانية تعديل السلوك الإنساني، الخوف من الله تعالى واستشعار رقابته، إشباع الشهوات البشرية بالطرق المباحة شرعًا،كما قام الباحث بمناقشة المبادئ التربوية مستخلصًا الانعكاسات الأخلاقية.