قراءة مقامية براغماتية لـ (كان) الزائدة

الملخص

اختلف علماء العربيّة في (كان) الزّائدة, وتباينت أقوالهم من عدّة أوجه: إذا وقعت (كان) الزّائدة في الجملة, فما معنى زيادتها؟ وهل الزّيادة لتعيين الزّمن, أم لمحض التّوكيد كما هو شأن الزّيادة دائمًا, أم لمعنى آخر؟ وهل تتجرّد (كان) الزّائدة من العمل (الوظيفة النّحوية)؟ وهل تكون زيادة (كان) بين شيئين متلازمين أم أوّلًا أم آخرًا؟ وهل زيادة (كان) بغير صيغة الماضي؟ وهل زيادتها في الجملة قياسيّة أم سماعيّة؟ وخلصت الدّراسة بأنّ (كان) الزّائدة استخدمها العرب في كلامهم وشعرهم, وجاءت في القرآن الكريم, بين المتلازمين في مقام معيّن؛ وقد ترد في أوّل الكلام وآخره؛ لدلالات براغماتيّة مقاميّة, يقصدها المتكلّم أو الشّاعر؛ فتأتي لدلالة الماضي, ولمحض التّأكيد, وللدّلالة على دوام الصّفة أو الفعل واستمرارهما على مرّ الأزمنة. ومنه رأت الدّراسة أنّه يجوز للمتكلّم والمبدع استعمال (كان) الزّائدة في المواضع التي استخدمتها العرب في مقام معيّن لمعنى معيّن؛ فهي بمجرّد دخولها على الجملة تضفي معنى من المعاني لم نكن لنستشعره إذا لم توجد, ففي (كان) الزّائدة زيادة إيضاح للمعنى المراد إبرازه. وترد (كان) الزّائدة على صيغة الماضي وقد ترد على صيغة المضارع. وقد تعمل (كان) الزّائدة وقد لا تعمل.

ودعت الدّراسة إلى استبدال مصطلح (كان الزّائدة) بمصطلح آخر, هو (كان البراغماتيّة)؛ وهي التي تأتي في مقام معيّن للدّلالة على معنى مخصوص؛ وذلك لأنّ مصطلح (الزّائدة) مُلبس لدى المتلقّي, فلا يظن أنّها دخلت لا لمعنى البتّة, أو أنّها لم تُفِد شيئًا, وحتى يليق بوجودها في القرآن الكريم.