مصطلح الأعراب في القرآن الكريم
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
فإن هذا البحث يقصد لبيان الفرق بين دلالة كلمة (البدو) وكلمة (الأعراب) في الاستعمال القرآني ، حيث درج المفسرون على اعتبار اللفظين مترادفين مما يؤدي إلى القول بأن البدو وسكان البادية هم الأعراب الذين أخبر القرآن الكريم بعدم أهليتهم لأن يكونوا محلاً لتعلم كلام الله تعالى وحدود شرعه ، وهذا ما يقصد البحث لتبرئة سكان البادية والبدو منه ،لقد كانت الأعرابية مصطلحاً له دلالات خاصة في المجتمع العربي الذي كان محلاً لنزول القرآن ،ولقد تبين لي من خلال البحث أن دلالته ترتبط غالباً بالهيئة ومكان السكن ،وهذا في الاستعمال الأصلي لهذا المصطلح ،أما في النصوص القرآنية فلقد بدا للباحث بعد استقرائها وتحليلها وبيان مناسبات ورود مصطلح الأعرابية فيها ،وعقد مقارنات بينها ،وزمن نزولها ،وترتيبه ،وأثر ذلك في الدلالة ،أقول : تبين أنَّ دلالات المصطلح تطورت لتدل من بعد على نمط حياة ومنهجية تفكير وأسلوب عيش ،وإن كانت أكثر ما تكون في البوادي ،لكنها ليست ملازمة لها ولا مرتبطة بها ؛فليس كل بدوي أعرابياً ولا كل أعرابي بدوياً ،بالرغم من شهادة الواقع على غلبة الظن في الأخيرة ،إلا أن الأعرابية حالة قد تتكرر في كل بلاد الدنيا ومع كثير من فئات البشر بغض النظر عن لغة نطقهم وأصولهم العرقية وجنسياتهم ، وعليه فهناك فرق كبير بين البدو والأعراب ،لا سيما في أهليتهم لتعلم كتاب الله تعالى وحدود شرعه.