ثنائية الفقد والانتظار في المجموعة القصصية (بائع الجرائد) لنورة آل سعد
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
أصدرت الكاتبة نورة آل سعد مجموعتها القصصية "بائع الجرائد" التي تضم سبع قصص، هي: "بائع الجرائد"، "المزرعة الكبيرة"، "زهرة البلوشية"، "رجب الشيال"، "المومياء"، "في البدء كان السقوط"، "الشتاء".
لقد استطاعت الكاتبة عبر عملها القصصي أن تتألق في عالم القصة القصيرة، وأن ترسمَ بريشة الفنان لوحاتٍ متجاورة للطفولة بين الفقد والانتظار، وللفروق الطبقية وشظف العيش.
فهي تصدر في عملها عن موهبة متميزة، وثقافة عميقة، وذوق أصيل تجاوز سطح الأشياء ومألوفها إلى الجوهر والفكرة العميقة، مستعيضة عن الواقع والتفصيلات بالملاحظات الدقيقة واللفتة النادرة، والفكرة المصطفاة؛ إذ فطنت إلى جوهر القصة وإلى روحها، ونجحتْ في تقديم مجموعة خرجتْ عن المعايير الثابتة والتقليدية، لتقترح لنا شكلًا جديدًا يجمع بين الرمزي والشكل الكرنفالي الساخر، فأداة الأديب هي لغته التي لا تنفصم عراها عن اللغة العربية التي تعطي الخصوصية والتمييز وتحدد وتقيد الدلالة والعبارة.
ومن المظاهر التي تتطلب معاملة خاصة هي لغة القصة القصيرة، والأسلوب الذكي الساخر، واستخدام الرمز أداة قوية في خلق جو يجمع بين عبق التراث ونفحة التطور وتنوع نماذج السرد، والتناول المجازي للموضوعات المألوفة.
فجدية الموضوعات الفلسفية والاجتماعية تعطي جمالًا أسلوبًا متدفقًا يساعد في تطوير الحدث الدرامي، ويحيل الشخوص إلى نماذج إنسانية حية، هذه اللغة لا تستقل بذاتها، بل تتناغم مع العناصر الأخرى للقصة مما يجعل فنية بنائها مغامرة ميلاد شكل جديد....