نقد العقل الإسلامي عند محمد أركون بنية وتفكيكا
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
يعد نقد العقل الإسلامي المشروع الفكري الكبير الذي نذر له حياته وفكره؛ فكل آرائه وأفكاره تندرج تحت هذا المشروع الكبير، الذي يسميه مشروع العمر؛ ولذلك لن نفهم أفكار أركون إلا بالوقوف على أبعاد هذا المشروع الذي تتبلور تحته كل آراء الرجل وتوجهاته.
وفي سبيل نقد العقل الإسلامي يميز أركون بين نوعين من العقول: الأول هو العقل الكلاسيكي الإسلامي، وهذا العقل هو سبب تخلف المسلمين وتراجع دورهم الفكري والحضاري؛ لأنه عقل تكراري اجتراري لآراء السابقين دون نقد أو تمحيص لها، وقد افترض طرقًا عدة يمكن من خلالها التعرف على هذا العقل، ولكنه يرى أن أكبر ممثل لهذا العقل هو كتاب "الرسالة" للشافعي؛ حيث يرى أن هذه الرسالة هي التي أصَّلَت لتجمد العقل الإسلامي وتراجع دوره الحضاري، بعد قضائها على مبدأ النقد.
والثاني هو العقل الاستطلاعي التقدمي المنبثق المعتمد على الشك والنقد لكل شيء، وهذا العقل الذي ينشده؛ فهو ينشد عقلا لا يؤمن بمقدسات ولا تابوهات أو مسلمات؛ ولذلك يعتمد منهجا جديدا في نقد العقل الإسلامي يسميه بالإسلاميات التطبيقية، وقد تحدث عن مواصفاتها ومميزاتها، وقد اتخذها معولا لمحاولة هدم ونقد كل الثوابت الإسلامية، ولأهمية هذا الموضوع، ولاسيما أن أركون يشكل مدرسة فكرية كبيرة فقد أردت الوقوف على أبعاد هذا المشروع، معتمدا منهجًا وصفيًا نقديًا في تناوله.