مفهوم ومميزات حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية والنظام السياسي الوضعي

الملخص

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، سيد الأولين والآخرين، محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛

لقد كانت للشريعة الإسلامية قدم السبق إلى رعاية وحماية حقوق كل ذي كبد رطب من إنسان وحيوان؛ حيث وضع لذلك قواعد وضوابط تسعى إلى تحقيق الهدف السامي، وذلك قبل إيجاد النظم الوضعية السائدة في العالم المعاصر، والتي أصبحت لها القدسية الفذة، حتى اغتر بها العالم عمومًا، وكثير من أبناء المسلمين خصوصًا ظنًّا منهم أنها هي التي سبقت إلى وضع قواعد حماية حقوق الإنسان، في حين أن الشرائع السماوية أهملتها ولم تعطها حقها من العناية والاهتمام، فجاءت هذه الدراسة المعنون لها بـ"مفهوم ومميزات حقوق الإنسان في الشريعة الإسلامية والنظام السياسي الوضعي" تلبيةً لطموحات الباحثَيْن الراسخة في إبراز سموِّ الشريعة الإسلامية الغراء، وتقدمها على النظم الوضعية السائدة حاليًّا، والمتعلقة بحقوق الإنسان؛ وبيان كمال هذه الحقوق في الإسلام ذلك لأنها مستمدة من وحي الحقِّ رب العالمين، الذي يعلم مصالح العباد في المعاش والمعاد، ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) الملك: الآية 14 ، فهو أكمل لنا ديننا، وأتم علينا نعمته، ورضي لنا الإسلام دينا، ذلك الدين الحنيف الذي جاءنا به المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فهي (الشريعة) مطلب مصون ومقدس للناس جميعًا على مستوى ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ، وهي تسعى كذلك إلى جلب المصالح للناس ودرء المفاسد عنهم بغض النظر عن معتقداتهم وأجناسهم، بينما يوجد أن الحقوق في النظام السياسي الوضعي مستمدة من أفكار البشر المنبثقة من التقاليد والأعراف والتجارب وغيرها، ولا شك أن عقول البشر ناقصة وقاصرة عن الإحاطة بكل ما يصلح البشرية، خصوصًا وأن هذه الحقوق وضعت بعيدة عن اعتبار الدين، فهي تعتبر ضمانات قانونية عالمية تحمي الأفراد والجماعات من الأعمال التي تتعارض مع الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية.