دور التربية الخلقية في بناء المجتمع والحضارة الإنسانية المعاصرة دراسة تحليلية

الملخص

هدف البحث الحالي إلى الكشف عن الدور الذي تضطلع به التربية الخلقية في بناء المجتمعات والحضارة الإنسانية المعاصرة، وذلك من خلال الكشف عن الوظيفة الخلقية للتربية من حيث المفهوم والمسؤوليات، وكذا الوقوف على بعض الاعتبارات التي يتحدد في نطاقها مسؤولية التربية في تنمية القيم الخلقية للمجتمعات المتحضرة، كما هدف البحث أيضًا إلى الوقوف علي السياق الثقافي والحضاري المعاصر ومرجعيته الأخلاقية، والذي في ضوئه تكتسب الانجازات الحضارية الحديثة صفة التمايز والخصوصية، وتمثل الهدف النهائي للبحث في تحديد طرق وأساليب التربية الخلقية في مواجهة إشكاليات القيم في عصر العولمة وتشكيل الهوية العامة للمجتمع المتحضر الذي نرنو إليه في مجتمعنا الإسلامي، وقد استعان الباحث بالمنهج الوصفي التحليلي في معالجة إشكالية البحث، وتوصل البحث إلى عدد من النتائج كان من بينها، أن التربية الخلقية هي الركيزة الأساسية لفهم طبيعة العملية التربوية، وفي بناء الأسس القوية للمجتمعات المتحضرة، لأن قضية التربية تعني ببناء الإنسان: تشكيل الفكر، وتنمية القيم، وتعديل السلوك، ومن ثم فإن التربية الخلقية هي التي تمنح للعملية التربوية وجهها الإنساني، كما أوصى البحث بعدد من التوصيات كان من بينها: الحاجة إلى إنشاء قسم" التربية الخلقية" في كليات التربية؛ ليقوم بمهام إعداد معلم متخصص لتدريس مادة "القيم والسلوك الحضاري"، هذا بالإضافة إلى تنمية وعي طلاب كليات التربية بطبيعة الوظيفة الخلقية للتربية ومهام المدرسة في تحقيق أهدافها.