تناقضات المنهج الاستعماري عبر التاريخ

##plugins.themes.bootstrap3.article.main##

أحمد حمو مزعل

الملخص

يهدف هذا البحث إلى تبيان حقيقة أن الحملات الاستعمارية -ماضيًا وحاضرًا- كانت قد ساهمت- وتسهم- وبشكل جوهري ليس فقط في إضعاف واستنزاف قدرات القوى التي تبنت المشروع الاستعماري؛ وإنما أيضًا إلى وخلقت حالة من التخبط واللااستقرار المستعمِر، هذه الحالة أضعفت وشتتت قوته، وعكست معادلة القوة لصالح الشعوب المستعمَرة.


إن الممارسات العدوانية واللجوء إلى العنف المفرط وعمليات الإبادة التي قام بها المستعمِر ضد السكان المحليين ما هي إلا دليل على عدم استقرار الأول وخوفه من الثاني؛ لأن الأول يدرك تمامًا حجم الخطر المحدق به والغضب الذي يعتمل في صدور السكان المحليين ضده، وعليه سار المستعمِر مصابًا بهوس إنشاء خطوط الحماية والأسوار التي تبعده عن المستعمَر لدرجة جعلته يعيش في عزلة تامة وخانقة، ولم يعد بوسعه رؤية حقيقة ما يجري في نفس المستعمَر من غضب ورغبة في الانتقام.


وفي الواقع لم يكن وجود هذه الأسوار والخطوط الدفاعية التي أوجدها المستعمِر بينه وبين الشعوب يوفر له الشعور بالأمان والطمأنينة، وإنما على العكس تمامًا حيث كان وجودها تجسيدًا مستمرًا وملموسًا لصورة الخطر الذي يشعر به والذي قد ينفجر في أية لحظة، وعليه اقترن وجود المستعمِر بالأرض التي احتلها بالقوة مع تنامي حالته العصابية وتفاقمها وعدم الاستقرار النفسي، وربما حالات الهلوسة والرهاب.


وكلما كان المستعمِر أكثر عدوانيةً وعنفًا في تعامله مع السكان المحليين كلما كان إرهابه أكبر وأكبر وحالته النفسية والعصبية أكثر عطبًا واستعدادًا للانهيار الذاتي.

##plugins.themes.bootstrap3.article.details##

القسم
قسم البحوث الإجتماعية

الأعمال الأكثر قراءة لنفس المؤلف/المؤلفين

عذراً: هذه الإضافة تتطلب تمكين إضافة إحصائيات/تقارير واحدة على الأقل حتى تتمكن من العمل. إن كانت إضافات الإحصائيات لديك تقدم أكثر من مقياس واحد، فعليك أيضاً اختيار مقياس رئيسي منها عند صفحة إعدادات الموقع و/أو عند صفحات الإدارة الخاصة برئيس تحرير المجلة.