منهج الإمام ابن الجوزي في دراسة الفرق الإسلامية من خلال كتابه «تلبيس إبليس»

##plugins.themes.bootstrap3.article.main##

محمد أحمد عبد المطلب عزب

الملخص

الحمد لله رب العالمين، وصلاة وسلامًا على النبي الأمين، صلى الله وسلم وبارك إلى يوم الدين، أما بعد:


الفرق الإسلامية واقع فرضه نفسه في المحيط الإسلامي، وهذا الواقع تحول إلى شر مستطير في بعض الأحيان، قامت بسببه حروب وثورات ونزاعات ومخاصمات فكرية وثقافية عديدة، وفيه وفي مسائله أُلِّفت مؤلفات ضخام.


من الحقائق التي قررها الشرع الحنيف: أن الخلاف شر ولا ينتج عنه إلا الشر، وأن الاستمساك بحبل الله تعالى هو النجاة، وأن السبيل ليس إلا سبيل السنة.


وفي سبيل هذا اجتهد العلماء في بيان شر التحزب والاختلاف، وتبعه بيان طريق الحق وسبيل السنة، فتناولوا الفرق ومقالاتها المختلفة ورءوسها التي تعود إليها، حدث هذا عبر عصور مختلفة، وفرض كل عصر طبيعته على طبيعة المكتوب ووجهة نظر الكاتب.


من هؤلاء أحد أعلام القرن السادس الهجري، هو الإمام ابن الجوزي، وهو إمام ذو موسوعية علمية كبيرة، تدور بين الفقه والحديث والتاريخ، وغيرها من علوم أخرى تسبر أغوار النفس وتتكلم عن تهذيبها.


وقد عاش ابن الجوزي في بغداد في عصرها الذهبي للعلم والحضارة واحتواء الاتجاهات المختلفة، فكتب في كثير من الأشياء التي فرضتها طبيعة القطر الذي يعيش فيه وطبيعة الاختلاف الذي يتمتع به المجتمع، وكان منها تناوله للفرق الإسلامية.


وتناول ابن الجوزي للفرق ضمه كتابه «تلبيس إبليس»، وتناوله للفرق فرضته طبيعة الكتاب وموضوعه الذي قام عليه، ولما لم يكن التأليف في الفرق مقصودًا بالأصالة في مؤلف ابن الجوزي «تلبيس إبليس»، إلا أنه استغرق منه الشيء الكثير، وكتب فيه بعين الناقد الباحث، تضمن منهجًا ونقدًا فريدًا استوجب الأمر هذه الدراسة، فكان هذا البحث في ذاك الموضوع.


وإن مما عزز الأمر وزاد من أهميته وتطلبه هو أنه برز في المجتمعات المسلمة في العصر الحديث بعض مما مضى من الاختلاف، وإن كانت الجهة تنفك أحيانًا إلا أن الخلاف والتحزب الناشئ عن مسائل عقدية ومسائل لا يصح فيها الخلاف تنوع وتوزعت مخارجه ومداخله، وهو لا يقل ضررًا وشررًا عن الأزمنة الماضية.


من أجل هذا كان هذا البحث حول الأطر التي وضعها علم من أعلام المسلمين في زمانه في أحد مؤلفاته، لمحاولة فهم التقعيد لهذه المسألة، كي نبحث عن طوق نجاة لأنفسنا من الوقوع في الضلال ما أمكن، وأن نتعرف وجهة الصراط المستقيم، والسبيل الضامن للنجاة في الدنيا والآخرة.


وفي ضوء حديث الافتراق الذي هو عمدة الباب في هذا الأمر عرض العلماء لما يدل عليه، واختلفت أنظارهم نحو تحديد الفرق المرادة، وكان لكل واحد منهم وجهة نظر في المعيار الذي يصار إليه عند عد الفرق، فلذا تولد إشكال لا بد من ذكره.

##plugins.themes.bootstrap3.article.details##

القسم
قسم البحوث الشرعية

الأعمال الأكثر قراءة لنفس المؤلف/المؤلفين

عذراً: هذه الإضافة تتطلب تمكين إضافة إحصائيات/تقارير واحدة على الأقل حتى تتمكن من العمل. إن كانت إضافات الإحصائيات لديك تقدم أكثر من مقياس واحد، فعليك أيضاً اختيار مقياس رئيسي منها عند صفحة إعدادات الموقع و/أو عند صفحات الإدارة الخاصة برئيس تحرير المجلة.