المهارات القيادية اللازمة لمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها في ماليزيا : دراسة استطلاعية لوجهات نظر طلاب دبلوم التربية بجامعتي التربية "السلطان إدريس" وجامعة "العلوم الإسلامية الماليزية"
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
يهدف هذا البحث إلى تعرُّفِ نوعية المهارات القيادية اللازمة لمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها من وجهة نظر طلاب دبلوم التربية بجامعتي التربية "السلطان إدريس" وجامعة "العلوم الإسلامية الماليزية"، فالمهارات القيادية وعلاقتها بالإنتاجية والإبداع، والجودة الشاملة من الموضوعات التي باتتْ موضعًا للاهتمام المتزايد من قِبلِ الباحثين والدارسين، وخاصةً في ظل ارتفاع الأصوات المنادية والداعية إلى قيادة العملية التعليمية بأساليب داعمة للعمل التعاوني والجماعي بين المعلمين، وتشجيعهم على انتهاج سلوكيات تطوعية لتوفير المرونة، والفاعلية والإفلات من قيود الروتين التقليدي؛ لرفع مستوى المخرجات التعليمية، وتحقيق التوزيع الأمثل للموارد المتاحة في ظل محدودية الموارد والتمويل، كما تكمن أهمية هذه الدراسة في التوقيت الذي تجرى فيه؛ إذ انتقل تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في ماليزيا من مجرد اعتبار اللغة العربية مادة اختيارية في المراحل الثانوية، إلى تطوير تعليم اللغة العربية؛ بدءًا من السنة الأولى إلى السنة السادسة، على مستوى التعليم العام؛ من خلال برنامج "جي قاف"، وهي مبادرة إيجابية تقود إلى تطوير تعليم اللغة العربية في ماليزيا بجهود رسمية تتبناها الدولة الماليزية، وفي نفس الوقت يتطلَّبُ هذا الإجراء تدريب قادة تربويين يمتلكون المهارات التي تؤهلهم لتهيئة معلمي اللغة العربية لمواكبة عصر العولمة في مجال تدريس اللغة العربية بوصفها لغةً ثانيةً؛ فالمعلمون المؤهلون هم مفتاح النجاح لتجربة تعليم اللغة العربية في ماليزيا، ومما يُعدُّ مسوغًا لمثل هذه الدراسة طرحها لفكر قيادي جديد، وزيادة الوعي القيادي حول مفهوم المهارات القيادية للمعلمين؛ وتوعية القائمين على تدريب معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها، إلى أهمية تنمية هذه المهارات لدى المعلمين وإضافتها كمكّون أساس لأساليب تقييم الأداء الوظيفي، فمن المؤمّل أن يستفيد واضعو السياسات التربوية وصناع القرار من نتائج هذه الدراسة والإفادة منها في إدارة عجلة الجودة الشاملة في مجال تعليم اللغة العربية بوصفها لغةً ثانيةً؛ وتحقيق أهدافها التطويرية المنشودة، وفي هذا البحث سيتم لفت النظر إلى مفهوم القيادة التربوية الفاعلة؛ بغرض الوقوف على مفهوم القيادة، وأنماطها، والمهارات القيادية لمعلمي اللغة العربية في ماليزيا، وذلك من خلال استطلاع عينة البحث للوصول إلى معايير علمية قابلة للتطبيق حول نوعية المهارات القيادية الواجب توافرها في معلم اللغة العربية؛ بما يُلبِّي الاحتياجات التدريسية للمعلمين؛ ليكونوا قادة تربويين ماهرين وأكفاء، ويسعى البحث إلى مراعاة احتياجات واقع المجتمع الماليزي في مجال تعلُّم اللغة العربية.