الإعجاز المقاصدي للتشبيه في القرآن الكريم
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
إن القرآن الكريم يصور بطريقة فنية -ما أبدعها!- المدركات جميعها جميلها وقبيحها، بطريقة تحسن بها الحسن وتشوه بها القبيح المستهجن، مستخدمًا التشبيه أسلوبًا للتقبيح من بين الأساليب العربية، والتشويه يعد غرضًا من أغراض التشبيه، وعن طريق التشويه فإن القرآن يصور الأقوال والأفعال والصفات، يصور أقوال الشرك والنفاق والكفر، كما يصور أفعالهم ومآلاتهم، وكذا يصور المعاصي من آفات الجوارح، كما يصورها من أفعال القلوب، ينقل هذه المسائل من مستحبات النفوس وميولها الخادعة ليضعها في موضعها الصحيح، فيكشف الجمال الزائف عنها ويظهر شناعة صورتها، ويرسمها الرسم الحقيقي، كي لا ينخدع الناس بمظهرها، ويغرهم عدم معرفتهم بمخبرها، فإن كانت المسألة حسية فقد اتضح قبحها وإن كانت معنوية جسمها وشبهها، وصورها بأقبح صورة يمكن أن تجعل القارئ يتفطن إلى جوهرها فيكرهها، مما سنراه في المبحث الأول فالثاني، فمن ذا الذي يستمتع بالغيبة ويعدها من فضول الكلام، ويشبع رغباته بالحديث عن فلٍ وفلان وهو يعلم أن ذلك أشبه ما يكون بأكل لحم الأخ وهو ميت!
ولما تقدم فقد أُفرد هذا البحث لبيان هذه المسألة، مسألة التصوير القرآني للقبيح عن طريق التشبيه، مقسمًا إياه إلى مبحثين رئيسيين يشتمل كل منهما على مطلبين ثم الخاتمة والتوصيات.