تجليات الأنا الشعرية بدلالة الآخر : قراءة في شعر فدوى طوقان
##plugins.themes.bootstrap3.article.main##
الملخص
إن من أبرز تجليات الأنا في مظهريتها الذاتية هو تجليها من خلال النظر إلى الآخر بوصفه مقابلاً حيوياً منتجا، وإن النظرة إلى ((الآخر)) حضاريا وثقافيا تعتمد بالدرجة الأولى على طبيعة ((الأنا)) الناظرة وكيفيتها وحساسية مكوناتها، لذا فإن ((الآخر)) يتجلى في مرآة ((الأنا)) استنادا إلى طبيعة العلاقة التي يؤلفها جدل التفاعل أو الحوار أو الصدام بينهما، وربما لا وجود لأنا فاعلة وقادرة على الحضور المنتج من دون آخر مناظر ومواز لها يحرّضها على التمظهر الوجود والفعل والتعبير عن الذات، وهذه الأنا تمتلك قوة ذاتية مركزية تتحدد ذاتيتها وقوتها ومركزيتها دائما بدلالة الآخر.
تجسّد الشاعرة فدوى طوقان في سيرتها الذاتية رؤيتها للآخر بعد أن عاشت فترة زمنية في مكان الآخر وزمنه، إذ تقول وهي تصف الغربة وصفا إنسانيا بمعية غرباء آخرين تتنوع فيهم صورة الآخر وتتعدد استنادا إلى طبيعة كل غريب منهم، وهي مقولة تقوم على فهم الآخر بوصفه صديقاً لا عدواً في ظل حضور الإمكانات الإنسانية في هذا السياق.
في شعرها تتجلى ((الأنا)) الشاعرة تجليا واضحا ومقصودا في كل مراحلها الشعرية وعلى مختلف المستويات، وقدر تعلق الأمر بصورة ((الآخر)) في شعرها فإن هذا ((الآخر)) لا يظهر بصورة تشكيلية مستقلة في قصائدها على نحو يمكن تشخيصه ومحاورته أو محاكمته، بل يظهر دائما عبر تجليات الأنا وبمصاحبتها وبدلالتها ـ ناظرا ومنظورا إليها ـ على وفق الحال والصورة والمنهج والرؤية بينهما.